السوريون في تركيا يطالبون خارجية بلادهم بحل مشكلة القنصلية المغلقة في غازي عنتاب

يطالب سوريون في تركيا، الحكومة السورية ووزارة الخارجية بافتتاح مكتب قنصلي في مدينة غازي عنتاب، التي تضم اكبر تجمع للسوريين في الجنوب التركي، لتوفير عناء اللجوء لولاية إسطنبول شمال غربي البلاد.

وبحسب اخر الاحصاءات الرسمية، فقد تراجع عدد السوريين في تركيا بنسبة 25.8 في المئة خلال آخر خمس سنوات، حيث انخفض من 3 ملايين و641 ألفًا، بنهاية عام 2020 إلى مليونين و699 ألفًا و787 شخصًا بحلول 5 يونيو/حزيران 2025.

ولا تزال إسطنبول تضم أعلى عدد من السوريين تحت الحماية المؤقتة بـ 469 ألف شخص، تليها غازي عنتاب، ثم شانلي أورفا، وكلاهنا في الجنوب.

وقال رأفت رفاعي، وهو مواطن سوري مقيم في غازي عنتاب، لحلب اليوم، ان الوضع الحالي يسبب معاناة لكل السوريين في الجنوب التركي، حيث يضطرون للسفر الى اسطنبول لمراجعة القنصلية هناك في كل مرة يحتاجون فيها لورقة او انجاز معاملة او تجديد جواز سفر او اجراء وكالة.

واوضح ان ذلك يتضمن الكثير من المشقة لانه يعني حجز دور والانتظار لحين استلام الأوراق او الجواز، وتكبد عناء ومصاريف السفر والانتظار، منوها بان عدد السورين الموجودين في غازي عنتاب كبير.

ورغم كون اسطنبول تضم اكبر عدد من السوريين، الا ان توزعهم عل عموم الولايات الجنوبية اكبر، حيث ينتشر معظمهم في الولايات الحدودية بما فيها انطاكيا، وفق البيانات الحكومية.

من جانبه أشار المواطن السوري أحمد مقيّد، وهو أيضا مقيم في غازي عنتاب، إلى أن هناك الكثير من السوريين في الجنوب، لديهم معاملات قنصلية معلقة منذ سنوات ولا يستطيعون إنجازها بسبب عدم قدرتهم على تحمل أعباء السفر إلى إسطنبول.

كما لفت الى الصعوبات التي لا تزال قائمة في استخراج اذن السفر، خاصة لبعض الولايات المحظورة على الأجانب مثل ولاية إسطنبول، وهو أمر يضاف لكلفة ومشاق السفر.

وأضاف مقيّد: 'نتمنى من وزارة الخارجية السورية الإسراع في إعادة فتح القنصلية السورية في غازي عنتاب، فهناك عدد كبير من السوريين في هذه المدينة – يتجاوز حسب الإحصائيات الرسمية التركية 400 ألف سوري – والكثير منهم يحتاج إلى إجراء معاملات قنصلية الأمر الذي يضطرهم إلى تكبد المعاناة'.

وأضاف شاب آخر مقيم بالقرب من غازي عنتاب، فضل عدم ذكر اسمه، أن معظم السوريين في عموم عموما لا يستطيعون ترك أعمالهم ووظائفهم ببساطة من أجل السفر، حيث ان ارتفاع الاسعار وتكاليف المعيشة يشكل عبئا ضاغطا عليهم، بمعنى ان اخذ اجازة لعدة ايام والحرمان من جزء من الراتب لاجل السفر سيكون امرا صعبا.

كما اشتكى من كثرة الاجراءات وما أسماها التعقيدات الادارية المطلوبة من السوريين، معتبرا ان الوضع لم يتغير من هذه الناحية، حتى بعد مضي ما يقرب من 10 أشهر على سقوط النظام البائد.

وعود لم تتحقق

ذكر مدير الإدارة القنصلية والمكتب التنفيذي في وزارة الخارجية والمغتربين، محمد يعقوب العمر، مطلع الشهر جاري، أن وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني وجّه بتعديلات عاجلة في القنصلية السورية بإسطنبول لرفع جودة الخدمات القنصلية وتلبية احتياجات المواطنين، و'إنهاء الفوضى وتسهيل عملية المراجعة'.

وأعلن العمر، في تصريحه لوكالة سانا في 2 تشرين الأول الجاري، عن جملة من الإجراءات منها تحويل الاستمارات والوثائق اللازمة لاستخراج جوازات السفر إلى صيغة إلكترونية مسبقة التحضير، ورفع القدرة الاستيعابية لخدمة جوازات السفر وغير ذلك، 'ضمن خطة الوزارة الشاملة لتطوير الخدمات القنصلية'.

وأضاف أن ذلك يأتي 'مقدمة لافتتاح مبنى جديد أوسع للقنصلية في إسطنبول إضافةً إلى افتتاح مواقع جديدة في عينتاب وأنقرة خلال الفترة القادمة'.

وفي تعليقه على ذلك، قال رفاعي إن السوريين في تركيا تلقوا وعودا منذ أشهر بفتح قنصلية سورية في غازي عنتاب، لكن ذلك لم يحدث حتى الان، بل ان السوريين لم يلحظوا ان الحكومة تقدمت باي خطوة تجاه فتح القنصلية.

يشار الى ان النظام البائد اغلق القنصلية في غازي عنتاب منذ مطلع عام 2012، ونقل بعض الأثاث إلى القنصلية العامة في اسطنبول والى السفارة في أنقرة والتي اغلقت ايضا فيما بعد.