اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢٥ أيلول ٢٠٢٥
في أول كلمة لرئيس سوري منذ 58 عاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا أحمد الشرع، الأربعاء، إلى رفع العقوبات المفروضة على بلاده بشكل كامل، محذراً في الوقت ذاته من 'التهديدات الإسرائيلية' التي قال إنها تستهدف سوريا في مرحلة انتقالية حساسة وتُعرّض المنطقة لخطر الانزلاق إلى صراعات جديدة.
وتحدَّث الشرع خلال كلمته عن 'التهديدات الإسرائيلية' ضد سوريا منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، قائلاً إن 'السياسات الإسرائيلية تعمل بشكل يخالف الموقف الدولي الداعم لسوريا ولشعبها في محاولة لاستغلال المرحلة الانتقالية، ما يُعرّض المنطقة للدخول في دوامة صراعات جديدة لا يعلم أحد أين تنتهي'.
وأشار إلى أن سوريا 'تستخدم الحوار والدبلوماسية لتجاوز هذه الأزمة'، مضيفاً أنها 'تتعهد بالتزامها باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وتدعو المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبها لمواجهة هذه المخاطر، واحترام سيادة ووحدة الأراضي السورية'.
ولفت إلى أنه 'منذ لحظة سقوط نظام (الأسد) وضعنا سياسة واضحة الأهداف تقوم على عدة ركائز، وهي الدبلوماسية المتوازنة، والاستقرار الأمني، والتنمية الاقتصادية'.
وأضاف: 'عملنا على ملء فراغ السلطة، ودعونا إلى حوار وطني جامع، وأعلنا عن حكومة ذات كفاءات، وعززنا مبدأ التشارك، وقمنا بتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين إنصافاً وعدلاً لمن ظُلم'.
مبدأ حصر السلاح
وأوضح الشرع أن الحكومة السورية ماضية في إجراء 'انتخابات ممثلي الشعب في المجلس التشريعي'، مبيناً أنه تم إعادة 'هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية عبر حل جميع التشكيلات السابقة تحت مبدأ حصر السلاح بيد الدولة'.
ولفت الشرع إلى أن سوريا استعادت بعد نشاط دبلوماسي مكثف، علاقاتها الدولية، وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية توّجت 'برفع معظم العقوبات تدريجياً عن سوريا'.
لكنه جدد مطالب بلاده 'برفع العقوبات بشكل كامل، حتى لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد'.
وتطرق إلى مسألة تعديل قوانين الاستثمار، وقال إن 'الشركات الإقليمية والدولية الكبرى بدأت بالدخول إلى السوق السورية والمساهمة من خلال الاستثمار في إعادة الإعمار'.
وأكد أن سوريا 'تعيد اليوم بناء نفسها من خلال التأسيس لدولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين الناظمة التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء'.
الحرب على الشعب السوري
ومضى يقول: 'استخدم النظام السابق في حربه على شعبنا أبشع أدوات التعذيب والقتل والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، والتعذيب في السجون، والتهجير القسري، وأثار الفتن الطائفية والعرقية، واستخدم المخدرات سلاحاً ضد الشعب والعالم'.
ونبهَّه إلى أن 'النظام السابق مزّق بلادنا طولاً وعرضاً، وهدّم أهم حواضر التاريخ فيها، واستقدم قوات أجنبية وعصابات وميليشيات (جماعات مسلحة) من أصقاع الأرض، وارتهن بلادنا الجميلة'.
وأفاد بأنه 'قتل نحو مليون إنسان، وعُذّب مئات الآلاف، وهُجّر نحو 14 مليون إنسان، وهدم ما يقرب من مليوني منزل فوق رؤوس ساكنيها'. ونبَّه إلى أن 'النظام السابق استهدف الشعب السوري بالأسلحة الكيميائية بأكثر من 200 هجوم موثق'، موضحاً: 'لم يكن أمام الشعب إلا أن ينظم صفوفه، وأن يستعد للمواجهة التاريخية الكبرى في عمل عسكري خاطف'. و
رأى الشرع أن 'سوريا تحولت بعد سقوط النظام من بلد يُصدّر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لسوريا وللمنطقة بأسرها'.
وتابع: 'الإنجاز السوري الفريد والتكاتف الشعبي الحاصل دفع بأطراف لمحاولة إثارة النعرات الطائفية والاقتتالات البينية، سعياً لمشاريع التقسيم وتمزيق البلاد من جديد، غير أن الشعب السوري كان يملك من الوعي ما يمنعه من استمرار حصول الكوارث والعودة بسوريا إلى مربعها الأول'.
وبيّن أن 'الدولة السورية عملت على تشكيل لجان لتقصّي الحقائق، ومنحت الأمم المتحدة الإذن بالتقصي كذلك'، ملمحاً إلى أنها 'خلصت إلى نتائج متماثلة في شفافية غير معهودة في سوريا'. وختم بالقول: 'أتعهد بتقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة'.
ووجّه الشكر لتركيا وقطر والسعودية، وكل الدول العربية والإسلامية، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.