هل يصمد وقف القتال في السويداء أمام تحديات مختلف الفرقاء؟

أكملت قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي انسحابها من جميع مناطق محافظة السويداء فجر الخميس، بعد اتفاق بين وزارة الداخلية ومشايخ عقل للطائفة الدرزية يقضي بوقف فوري وشامل لجميع العمليات العسكرية.

وتجاوزت حصيلة القتلى جراء الاقتتال الذي شهدته محافظة السويداء في جنوب سوريا خلال الأيام الماضية 500 قتيل، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس، بُعيد انسحاب القوات الحكومية من المنطقة.

ونص الاتفاق على نشر حواجز الأمن الداخلي وتكليف فصائل محلية ورجال دين دروز وأفراد من الشرطة التابعة للدولة السورية من أبناء المحافظة بمهمة تعزيز الأمن وحماية المواطنين وتشكيل لجنة مراقبة مشتركة بين الدولة وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.

وفي معرض شرحه لأسباب سحب القوات الحكومية من السويداء وتسليم الأمن لأبناء الطائفة الدرزية فيها، عزا الرئيس السوري أحمد الشرع قراره لإدراكه بالأخطار التي تتهدد الوحدة الوطنية وتفادي الانزلاق إلى حرب موسعة.

وأضاف الشرع: 'كنا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية'. وتعهد الرئيس أحمد الشرع بتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

الأكثر قراءة نهاية

ورحب شيخ عقل طائفة الدروز يوسف جربوع، وهو أحد أبرز ثلاث مرجعيات روحية في السويداء، بالاتفاق وقال إنه ينص على وقف العمليات العسكرية في المدينة من جميع الأطراف، و'اندماج كامل' للسويداء ضمن الدولة السورية.

ويتيح وقف إطلاق النار في السويداء بين الحكومة وفصائل الدروز فرصة للعودة إلى الهدوء والاستقرار في المحافظة. غير أن الإخفاقات السابقة والتحديات المستمرة، بما فيها الغارات الجوية الإسرائيلية واحتمالات تجدد الاشتباكات المحلية بين الميليشيات العشائرية المسلحة والفصائل الدرزية المحلية تهدد صمود الاتفاق، ما لم يتم ضمان المساءلة عن أعمال العنف السابقة ومعالجة الأسباب الكامنة وراء عدم الاستقرار.

تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي

اضغط هنا

يستحق الانتباه نهاية

وتعليقا على الاتفاق، أصدر الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز، بيانا وصف فيه السويداء بأنها محافظة منكوبة وطالب بفتح طريق باتجاه مناطق سيطرة 'قوات سوريا الديموقراطية' والمعبر الحدودي بين السويداء والأردن، نظرا لما تكتسيه هذه الخطوة من أهمية إنسانية في الوقت الراهن. وعبر الهجري عن أمله في أن تتخذ الحكومة خطوات عاجلة لتسهيل التواصل والتخفيف من معاناة سكان المحافظة.

وفي تصريحات خاصة بالبرنامج قال هيثم صعب الأكاديمي وعضو مؤتمر الحوار الوطني السوري في السويداء، إن المواجهات التي شهدتها المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، خلفت عشرات القتلى والجرحى وإن سكانها بحاجة ماسة إلى المساعدات المعيشية والطبية والإنسانية.

وعن سؤال حول وجود نية لدى الشيخ حكمت الهجري في الانفصال عن دمشق نفى الأكاديمي هيثم صعب، بشكل قاطع، سعي الدروز إلى الانفصال عن سوريا وقال: 'مطالبنا تتلخص في إجراء حوار وطني سوري جامع يضع أسسا جديدة لقيام دولة حديثة.'

وأضاف: 'نريد حكومة وبرلمانا يحكمهما دستور عصري متفق عليه، لا يقتصر على تمثيل فلسفة فئة دينية سلفية ذات فقه ديني معين، بل يمثل كل الطوائف... من الضروري عقد مؤتمر حوار وطني على قاعدة المواطنة المتساوية واحترام حقوق المرأة ومراعاة حقوق الإنسان والحريات على أن يلتزم الجميع بمخرجاته.'

وأعرب هيثم عن مخاوفه من فرض حصار اقتصادي على السويداء مشددا على أن 'استعادة الثقة مع دمشق يتوقف على سلوك النظام وتغيير خطابه لإنتاج عقد اجتماعي جديد تحت مظلة وطنية.'

يعي السوريون أن الوضع الذي وصلت إليه العلاقة بين الحكومة المركزية في دمشق والأقلية الدرزية في السويداء يشكل خطرا كبيرا على وحدة البلاد. وسيبقى على كل الأطراف ذات الصلة إيجاد أرضية مشتركة لتفادي النزعات الطائفية والانعزالية والانفصالية والمضي في بناء دولة وطنية لا تقصي أيا من أبنائها بعيدا عن كل أنواع الديكتاتورية والانقسام والاستقواء بالخارج.

برأيكم

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 18 تموز/يوليو.

خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab