اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١١ أيلول ٢٠٢٥
قرر أحد رواد السوشيال ميديا نشر صورة من شاطئ منتجع 'إكس بيتش' في اللاذقية، تظهر رقصاً وملابس بحر ومشروبات، ليقول من خلالها إن العصافير تزقزق والناس ترقص ولا عزاء للمنتقدين، لكن سرعان ما أعلنت السلطات إغلاق المنتجع بحجّة أنّه 'غير مرخص'، ما أدّى بالعصافير إلى الإصابة بحالة من الخرس المؤقت.
الإغلاق لم يأتِ مفاجئاً بقدر ما جاء متناسقاً مع الإيقاع العام، إذ يبدو أن البحر نفسه بحاجة إلى 'معاملة رسمية' قبل أن يسمح له بالموج، أما الرقص والغناء، فقد أُدرجا ضمن الأنشطة التي تتطلب إذناً أعلى من ترخيص.
الإغلاق يعيد التذكير بسردية أن 'سوريا ستكون سنغافورة الشرق'، وعد يبدو أنه تحقق جزئياً، فسنغافورة معروفة بصرامتها في المخالفات، مع فارق بسيط هناك يعاقبون على رمي علكة في الشارع، بينما هنا يكفي أن يظهر 'بكيني' ليغلق البحر بأكمله.
الإغلاق لم يوقف البحر عن مده وجزره، لكنه أوقف الوجوه عن الضحك، فالشاطئ الذي كان يقدم نفسه كمتنفس للمدينة، صار فجأة موصداً باسم 'النظام العام'، وربما على الأسماك نفسها أن تفكر بارتداء زي رسمي قبل أن تقترب من 'موائد السياح'.
وفيما تتفاخر الخطابات الرسمية بأن 'المستقبل هنا'، يبقى الواقع بسيطاً، في سنغافورة يُسمح لك أن تسبح في البحر، بينما في سوريا مسموح لك فقط أن تحلم به، وهكذا يتساوى من يمتلك النقود اللازمة لزيارة البحر والسياحة وبين من لا يمتلكها، في تعبير جميل عن 'العدالة الاجتماعية'.