اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
منذ عام 2019، تحوّلت محطة مياه علوك في ريف رأس العين إلى عنوانٍ يومي لمعاناة عشرات آلاف السكان في الحسكة وتل تمر وريفهما، المحطة التي كانت تضخ نحو 70 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يومياً، أصبحت اليوم شاهداً على مأساة إنسانية تُثقل كاهل الأهالي وتستنزف جيوبهم في رحلة البحث عن قطرة ماء.
وبعد خروج المحطة عن الخدمة، وجد السكان أنفسهم أمام خيارٍ مرّ: دفع 35 ألف ليرة سورية مقابل كل متر مكعب من المياه – كمية لا تتجاوز سعة خمسة براميل – أو مواجهة العطش، ورغم الوعود والزيارات المتكررة للمنظمات الدولية لإعادة تشغيل المحطة، يبقى الواقع على حاله: مضخات صامتة وقلوبٌ مرهقة من الانتظار.
لم تقتصر الأزمة على الجانب المالي أو الإنساني داخل المدن فحسب، بل امتدت لتجفف ينابيع الحياة في ريف الحسكة، فاستجرار مئات الصهاريج يومياً من منطقة الحمة لاستبدال مياه علوك المتوقفة أدى إلى نضوب العديد من الآبار، وألقى بظلال من الخطر على استقرار الثروة المائية في المنطقة.
وبين وعودٍ دولية لم تُنفّذ، ومحاولاتٍ متكررة لإعادة المياه إلى مجراها دون جدوى، يبقى السؤال مفتوحاً: إلى متى سيظل سكان الحسكة وريفها أسرى لصهاريج تُباعهم ما كان حقاً لهم؟ ومتى ستعود محطة علوك لتروي عطشهم بماءٍ شُيّدت لأجله؟
يبقى الأمل معلقاً على تحركٍ حقيقي وصادق، يعيد للمياه مجاريها، وللناس أبسط حقوقهم… شربة ماء.
حجي المسواط




































































