عثمان جحى بعد "العربجي": أختار اليوم الحرف قبل الشخصيات

كان هاجسه التوثيق لمهن دمشق وحرفها، واختار في عمله الأول عنها مهنة 'النويلاتي ' مهنة النول اليدوي وعنون العمل بنفس الاسم مؤكدا أنه الخطوة الأولى نحو مشروعه الكبير ..

الكاتب والسيناريست عثمان جحى الذي قدم في الموسم الرمضاني الفائت ملحمة العربجي بجزأيه أكد لروسيا اليوم أنه اختار خطا مختلفا هذا العام وهو تقديم المهن الحرفية التي اشتهرت بها دمشق لافتا ان النويلاتي في بنائه الدرامي يطرح موضوعا لم يسبق التطرق له في الدراما وهو التوثيق للحرف الدمشقية.

وأضاف بأن سردية العمل الفني مبنية كثيرا على حكاية شامية فانتازية ضمن قالب فني جرىء ومشوق يتناول بتفاصيله مهنة صناعة النول المرتبطة بنول الحرير من دودة القزم وتراتبية هذه الصنعة وكيفية الاشتغال بها وأدواتها، ويبرز الصراع على مشيخة الكار الذي كان يمثل لسان حال السوق والمجتمع، وهو من مظاهر الحرفيين المتجذرة في التاريخ ومتوارث عن الآباء والأخوة وتعتبر المشيخة السور الثاني لدمشق وأحد أسوارها المهمة حرفياً والتي لا يستطيع أي كان أن يكون شيخا للكار وغير مسموح الدخول إليه لان هناك ضوابط ودرجات وأصول معينة بالمعنى المتعارف عليه.

ويشير جحى أن العمل في خلفيته الدرامية يرتكز عل بعض الأحداث الحقيقية التي حدثت عام 1860 هو 'طوشة الشام الطائفية' والتي شهدت اقتتالا بين المسلمين والمسيحيين واليهود في دمشق، وهذه الواقعة هي التوثيق الوحيد في حبكة افتراضية بالكامل.

وتدور الصراعات بين عائلتين أحدها عائلة النويلاتي التي تطمح من خلال عملها في صناعة الحرير على النول الحصول على مشيخة الكار، وتتداخل فيها الحياة الاجتماعية بالناس ومن سيحظى بهذا الحرفة ويستطيع أن يتصدر مشيخة كار هذه المهنة. ولفت جحى بأن هناك طرحا فنيا يحكي قصة تهريب الحرير من الأنوال وأخذها بعيدا عن أنظار الدولة والحكومة أنذاك وتنتهي قفلة المسلسل بانتصار الخير على الشر.

العمل سيكون من إنتاج شركة الغولدن لاين التي تدخل جحى كوساطة بينها وبين اللجنة الوطنية للدراما ولعب دورا في ثنيها عن قرار مغادرة سوريا ونقل كل مايخصها إلى الإمارات ولبنان، ومن المتوقع أن يلعب بطولة العمل كل من الفنانين: باسم ياخور، سلوم حداد، ديمة قندلفت ولم يتم حتى الآن اختيار مخرج له.

ونوه جحى بأنه بصدد إصدار رواية قريبا تحمل عنوان ' جوبر ..وتحت الرماد' تتحدث عن تجربتي الشخصية وماعانيته في حي جوبر إبان حصار و قصف النظام البائد لها مع بداية الثورة حتى مرحلة النزوح والتهجير والعودة إلى ركام المنازل والذكريات وتأثيرات هذا المشهد باروحي، هي رحلة طويلة من منزلي في جوبر انتهاء بالوطن الكبير سوريا وثقت لها وحاكيت تفاصيلها ومآلات ساكنيها وشجون ماعانوه وتحوي الرواية على الكثير من الشخوص الحياتية وشهادات موثقة عما عاشوه.

الجدير بالذكر أن السيناريست عثمان جحى قدم الكثير من المنجزات الدرامية أخرها مسلسل العربجي بجزأيه، هارون الرشيد، العاصوف، وثيقة شرف، باب الحارة 6و7، الدبور، صدق وعده، أهل الراية 1، أسال روحك... وغيرها من الأعمال.

المصدر: RT