اخبار سوريا
موقع كل يوم -قناة حلب اليوم
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
أوقفت السلطات الألمانية أحد 'شبيحة' النظام البائد في برلين، بعد اكتمال التحقيقات حوله، حيث وجّهت له تهمة المشاركة بجرائم ضد الإنسانية والتعذيب والإخفاء القسري.
وكان المتهم 'أنور. س' من العملاء المعروفين للنظام في مدينة حلب، حيث تعرّف عليه عدد من النشطاء والسوريين المقيمين في ألمانيا، ليتقدموا بشكوى ضده منذ عدة سنوات انتهت باعتقاله وتوقيفه أمس الأحد، تمعيدا لتحويله إلى القضاء.
وقال محمد عيد المعروف بمراد السكري من مدينة حلب، وهو أحد النشطاء الثوريين ممن عارضوا النظام البائد، لحلب اليوم، إن الموقوف كان متورطا بعلاقات مالية مع حزب الله أثناء إقامته في ألمانيا، حيث عمل على إرسال تحويلات مالية للشبيحة بسوريا، وبذلك أصبح من أصحاب رؤوس الأموال هناك، وامتلك مطاعما ومقاهي، مرجحا أن تحجز السلطات على أمواله.
من جانبه قال الناشط السوري جهاد مسوتي الملقب 'جهاد صقور'، لحلب اليوم، إنه أدلى بمعلومات للسلطات في ألمانيا حيث عملت على جمع الأدلة من المحامين والنشطاء السوريين هناك، كما قاطعت الصور والمعلومات للتأكد من صحة الادعاء قبل أن تقرر توقيفه.
وكان جهاد ومراد الذي يقيم أيضا في ألمانيا، من بين من أسهموا في توقيفه، حيث كانا من بين النشطاء السوريين الذين رأوا 'أنور .س' في برلين وتعرفوا عليه، ليخبرو المحامي السوري أنور البني الذي عمل على تحريك القضية ضده ورفع دعوى سريةً عليه مع مجموعة من الحقوقيين، منذ نحو خمس سنوات، حيث عملت السلطات على التحقيق في نشاطاته ومراقبته سرًّا للتحقق من تورطه.
وذكر أحد السوريين في ألمانيا – فضل عدم الكشف عن اسمه – أن الشرطة استدعته للإدلاء بشهادته عن أنور، حيث عرضت عليه صورا مرسومة له لكنه لم يتعرف عليها بدقة في بداية الأمر لأنها غير واضحة الملامح، ولكن بعد ظهوره في فيديو له أعيد تداوله مؤخرا وهو يشارك في قمع المظاهرات تعرّف عليه وأدلى بشهادته ضده.
وأوضح لشرطة مكافحة الجرائم الدولية، كافة التفاصيل التي يعرفها عنه، حول نشاطاته والأماكن التي كان يتردد عليها، والانتهاكات التي تورط فيها، مؤكدا أنهم كانوا متفهمين ومتعاونين جدا، كما سألوه عما إذا كان قد تعرّض لأذى نفسي بسبب المتهم.
عنده معلومات او حتى على صفحات التواصل الاجتماعيكانوا جدا متفهمين كانوا جدا متعاونين
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن السلطات ألقت القبض عليه في حي نويكولن ببرلين، صباح اليوم الثلاثاء، بعد تحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث اتهمت الرجل البالغ من العمر 40 عامًا، بأنه اعتدى بالضرب على متظاهرين في سوريا عام 2011، ما أدى إلى مقتل رجل، وبأنه قاد ميليشيا تابعة للنظام البائد.
وقالت متحدثة باسم مكتب المدعي العام الاتحادي في كارلسروه، لصحيفة تاغيشبيغل إن الاعتقال جرى بعملية مشتركة نفذها مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي بدعم من شرطة برلين.
كما أكد الناشطان جهاد ومراد أن 'أنور. س' الذي كان يملك محل صرافة خلف الجامع الكبير بحلب، هو من أوائل الشبيحة في المدينة، وقاد مجموعة في جامع آمنه، وقد تقدّم النشطاء في ألمانيا للسلطات بصورتين موثقين له وهو يحمل عصاة أمام باب المسجد يهدد بها السوريين ليخوّفهم من التظاهر، كما كان سببا بوفاة 'محمد الأكتع' أول شهيد في مدينة حلب، والذي توفي بسبب ضربه بعصي الكهرباء في مدخل إحدى البنايات.
وأضاف مراد أن الموقوف كان أيضا سببا في اعتقاله بسوريا وتوقيفه لدى الأمن العسكري بحي صلاح الدين، حيث حاصره 'أنور .س' بشكل مفاجئ مع مجموعة من الشبيحة كانوا يستقلون سيارة، وتم اعتقاله واقتياده لفرع الأمن، وشارك المذكور في ضربه وهو بالسيارة على الطريق.
وقال أنور البني، في منشور على صفحته بموقع فيس بوك، إن المتهم شارك بضرب المتظاهرين السلميين واعتقالهم وتسليمهم لأجهزة الأمن، كما ظهر في أحد الفيديوهات وهو يضرب المحتجين داخل جامع آمنة في حلب، وقد تعرف عليه العديد من الضحايا الذين ضربهم واعتقلهم وسلّمهم لأجهزة الأمن مع معرفته الأكيدة بما سوف يتعرضون له من تعذيب وإخفاء قسري وقتل.
وأشار إلى أنه غادر سوريا مهاجرا إلى ألمانيا حيث قام هناك بأعمال تجارية منها تسهيل تمويل جرائم النظام البائد عبر نظام الحوالة من برلين، لافتا إلى كونها 'أول قضية لا تتعلق بعناصر من النظام بل من الشبيحة المؤيدين الذين ساعدوه على ارتكاب جرائمه وشاركوا فيها'.
وأكد مشاركة عدة منظمات في توقيف الجهود القانونية ضد المذكور، هي منظمة Syrian Archive و'الأرشيف السوري'، و'لا سلام دون عدالة'، و'لا للإفلات من العقاب'، و'لا ملاذ آمن للمجرمين'.