اخبار سوريا
موقع كل يوم -تلفزيون سوريا
نشر بتاريخ: ١٦ نيسان ٢٠٢٥
أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن استعداد بلاده لمساعدة لبنان وسوريا في ملف ترسيم الحدود البرّية، وذلك عبر تزويد الطرفين بالأرشيف الفرنسي الذي يتضمّن وثائق تشير إلى أن مزارع شبعا لبنانية.
جاء ذلك في مقابلة أجراها عون مع صحيفة 'العربي الجديد' خلال زيارته إلى قطر.
وأوضح عون أن هذا الطرح جرى خلال لقائه مع ماكرون في باريس، بمشاركة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، حيث انضم إليهم عبر اتصال الرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك قبل تشكيل الحكومة السورية الجديدة. وجرى التوافق خلال اللقاءات على ضرورة تشكيل لجنة مشتركة لتثبيت الحدود، مع دعم فرنسي واضح لهذا المسار.
ولفت إلى أن الخلاف مع إسرائيل لا يتعدى 400 ألف متر مربع (أي أقل من نصف كيلومتر مربع) باستثناء مزارع شبعا، بينما تشمل الخلافات مع سوريا مناطق شاسعة، مثل منطقة عرسال التي تبلغ المساحات المختلف عليها فيها نحو 40 مليون متر مربع، إلى جانب ملايين الأمتار الأخرى في مواقع مختلفة.
هل ستكون المفاوضات مع سوريا صعبة؟
أقرّ عون بأن كل طرف سيتشبّث بموقفه استناداً إلى الخرائط التي يمتلكها، لكنه أعرب عن أمله في أن تساهم فرنسا، من خلال أرشيفها وتقاريرها، في تسهيل الوصول إلى تفاهمات.
وأضاف: 'أنا بطبعي متفائل، وأتطلع إلى النصف الملآن من الكأس'.
الزيارات المتبادلة قيد البحث
وحول احتمال توجيه دعوة إلى الرئيس الشرع لزيارة بيروت، أو قيامه هو بزيارة إلى دمشق، قال عون إن 'كل شيء وارد'، لكنه شدد على وجود جدول أولويات يشمل زيارات مرتقبة إلى قطر، ثم الإمارات، فالكويت، العراق، البحرين، عُمان، الأردن، ومصر.
وختم الرئيس اللبناني بالإشارة إلى أن زيارة دمشق، حتى لو لم تؤدّ إلى اتفاقات مباشرة، قد تسهم في تصحيح مسار العلاقة الثنائية، على أن تُبنى على مبدأ احترام السيادة المتبادلة، مضيفاً أنه قد يضطر للقيام بهذه الخطوة إذا بقيت بعض الملفات عالقة وتطلبت حلاً مباشراً.
أبرز نقاط الخلاف الحدودية بين لبنان وسوريا
تعود جذور النزاع الحدودي إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى، حين خضعت المنطقة للانتداب الفرنسي الذي رسم الحدود بين 'دولة لبنان الكبير (1920)' وسوريا، وعند استقلال لبنان عام 1943، جرى اعتماد هذه الحدود التي رسمها الفرنسيون، إلا أن بعض النقاط بقيت غير واضحة أو محل خلاف.
وتُعد منطقة مزارع شبعا من أبرز المناطق المتنازع عليها، حيث بقيت تحت سيطرة إسرائيل التي انسحبت من جنوب لبنان عام 2000، باعتبارها أراض سورية بينما تصر بيروت على أنها أراضٍ لبنانية.
كما تسجل خلافات على مناطق مثل القموعة، العديسة، ومناطق في بعلبك الهرمل، بسبب عدم وضوح المعالم الحدودية.
أما بحرياً، فلا تزال الحدود البحرية غير مرسّمة ما يثير إشكاليات بشأن حقوق التنقيب عن النفط والغاز.