اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١٣ أيلول ٢٠٢٥
حين وقفت عائلة روان في وجه الصمت واحتضنت ابنتها التي تعرضت لاعتداء جنسي جماعي، لم تدافع عن ابنتها فقط، بل عن كرامة مجتمع بأكمله يرفض أن تُقتل فيه حقوق الضحايا بالعار والسكوت.
بكل شجاعة اختارت عائلة الشابة أن تسلك طريقاً مختلفاً عن السائد، لم يتعاملوا مع الجريمة على أنها 'فضيحة' يجب التستر عليها، بل فتحوا صدورهم واحتضنوا ابنتهم بكل قوة، وأعلنوا على الملأ أنها ليست وحدها.
وهكذا بموقفهم هذا، نقلوا القضية من دائرة الخوف إلى ساحة العلن، حيث يصبح الدفاع عن الضحية دفاعاً عن العدالة وعن كل فتاة تنشد الأمان.
أبناء قرية حورات عمورين لم يكتفوا بالاستنكار، بل أصدروا بياناً صريحاً يرفض الجريمة ويؤكد وقوفهم إلى جانب روان وعائلتها، في خطوة تعكس تضامناً واسعاً خارج حدود العائلة، وعلى الرغم من أنهم ذكروا اسم روان الكامل، والذي يعتبر انتهاكاً لها، إلا أنهم أرادوا أن يؤكدوا التضامن والاحتضان فروان لم تخطئ ولا يجب عليها أن تخشى ذكر اسمها فهي ليست مجرمة لتختبئ إنما ضحية يجب أن تصرخ وتطالب بمعاقبة المجرمين.
هذا الموقف الجماعي بالتأكيد لا ينفصل عن شجاعة عائلة روان بل يأت ليكون داعماً لها، فالعائلة قررت المضي قدماً حتى تحقيق العدالة، من مبدأ أن الصمت في مثل هذه الجرائم يعني قتل الضحية مرتين، مرة بالفعل الوحشي، ومرة ثانية بإنكار الحق.
موقف العائلة يجب أن يشجع كثير من الأسر الأخرى، على الخروج للعلن والكشف عن الانتهاكات، ها هي روان وعائلتها يمهدون الطريق بشجاعتهم لكل امرأة أخرى تعرضت لموقف مشابه، لكل مختطفة يمكن أن تكون قد عاشت واقعاً مشابهاً، إنّ كسر جدار الصمت يعني حماية الفتيات والنساء وانتزاع حقوق الضحايا والاقتصاص من المجرمين.
روان اليوم ليست مجرد ابنة لعائلتها أو قريتها، بل ابنة لكل بيت سوري يؤمن بأن كسر الصمت هو أول الطريق نحو الأمان، وأن مواجهة العنف بالوضوح والشجاعة هي السبيل لبناء مجتمع أقوى وأكثر إنصافاً.