اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت بيانات تتبع الملاحة البحرية أن ناقلة النفط 'بيتاليدي' المحمّلة بأكثر من مليون برميل من النفط الخام السعودي، تتجه حالياً إلى ميناء بانياس السوري، بعد أن سلكت مساراً غير تقليدي عبر رأس الرجاء الصالح، متجنبة المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
وبحسب منصة 'مارين ترافيك' المتخصصة، وصلت الناقلة إلى جنوب جزيرة مدغشقر، ومن المتوقع أن تعبر مضيق جبل طارق نحو البحر الأبيض المتوسط، لتصل إلى الساحل السوري في 16 تشرين الثاني 2025.
الشحنة، التي تُعد الأولى من نوعها بين السعودية وسوريا، تأتي ضمن منحة سعودية تبلغ 1.65 مليون برميل من النفط الخام، تهدف إلى دعم تشغيل مصفاة بانياس وتلبية جزء من احتياجات البلاد من الوقود، خاصة في قطاعي النقل والكهرباء.
وتشير بيانات منصة 'الطاقة' إلى أن الناقلة 'بيتاليدي'، التي ترفع علم ليبيريا، حُمّلت بخام 'الحوت' من ميناء الخفجي، ثم توقفت في رأس تنورة لدمج المكثفات من حقل الخف مع الشحنة، بما يتناسب مع مواصفات التكرير في سوريا.
ورغم أن المسار البحري عبر البحر الأحمر أقصر، اختارت الناقلة الالتفاف حول قارة إفريقيا لأسباب أمنية ولوجستية. فقد نقلت مصادر مطلعة أن القرار جاء نتيجة امتلاء خزانات النفط في سوريا، ما استدعى تأجيل موعد الوصول، إضافة إلى ارتفاع تكاليف التأمين بسبب التهديدات الأمنية في البحر الأحمر، لاسيما الهجمات المتكررة على السفن التجارية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تعاون متزايد بين البلدين في قطاع الطاقة، حيث وقّعت السعودية وسوريا في آب الماضي اتفاقية و6 مذكرات تفاهم تشمل مجالات الكهرباء والنفط والغاز، إلى جانب مشاريع في النقل والتوزيع، وخدمات الحقول، والتدريب الفني، وفق ما أكدته وزارة الطاقة السورية.
ويُتوقع أن تسهم هذه الشحنة في تعزيز الاستقرار التشغيلي لمصفاة بانياس، وتوفير الوقود للسوق المحلية، في وقت تسعى فيه سوريا إلى إعادة تأهيل قطاع الطاقة بعد سنوات من التراجع الحاد.