اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
لا تعرف 'سنغافورة' المستحيل، ولا تهدأ أيامها الحافلة بالمفاجآت والأحداث والتريندات، ومهما بلغ الأمر من إدهاش وإعجاز وغرابة فإن أهالي 'سنغافورة' لن يعدموا إيجاد مبرر له يطبّلون خلاله لحكومة 'سنغافورة' الحكيمة، العتيدة، والجديدة.
في 'سنغافورة'، تقوم الدولة بإقرار النظام السياسي للبلاد واختيار السادة الوزراء ومعاونيهم بناءً على ولائهم (للوطن طبعاً) ومن أجل راحة الشعب وإسعاده، تقوم بانتخاب أعضاء البرلمان بدلاً عنه، بينما المواطن السنغافوري يجلس في بيته مرتاحاً ينعم بإنجازات الدولة.
وفي ظل هذا الرخاء والأمان والاطمئنان والرفاهية التي تمنحها الحكومة لشعبها، نشأت طبقة سنغافورية أصيلة من تلقاء نفسها، نظّمت صفوفها كأنها مؤسسة عالمية وكل أعضائها من المتطوعين دون أن يطلب أحد منهم التطوع لكن حسّهم الوطني العالي فاقَ التوقعات وعبّر عمّا يمكن تسميته 'المعجزة السنغافورية'.
هؤلاء المتطوعون مهمتهم دفاعية في الأصل لكن شعورهم بالكثرة والقوة قد يدفعهم للهجوم، يمكن اعتبارهم جيشاً موازياً من أنصار الحكومة، فإذا أخطأ مسؤول وقلّ ما يحدث ذلك طبعاً خلال اليوم الواحد، فإنهم ينبرون للدفاع عن الخطأ ويمنحونه لمسة سحرية تبريرية تجعل منه عين الصواب بل تحوّله إلى إنجاز، وإن سمعوا مواطناً مضلَّلاً وحاقداً ينتقد الخطأ ويصرّ على اعتباره خطأً يهاجمون بكل قوتهم وكثرتهم وأسلحتهم الفايسبوكية مثل الـ ها ها، وتعليقات ابكي بترتاح، وهلأ مو وقتو ولازم نوقف مع الدولة.
جيش التبرير الدفاعي هذا تفوّق على نفسه لكثرة 'الأخطاء/الإنجازات' فسبق الحكومة في دفاعه عنها، وإن كانت تسمح بهامش 5 سم من النقد، فإنه لا يسمح بذلك ويطالب الجميع بالانضمام إليه لنكون يداً واحدة في التصفيق للحكومة، وإذا كانت يد واحد لا تصفّق فإن يداً واحدة تطبّل، طبّل يا أخي طبّل ماذا تنتظر؟ أن يأكلنا الأعداء؟ أن نفسح المجال للناقدين والحاقدين؟ طبّل يا أخي دفاعاً عن 'سنغافورة'.