البحث عن لغة اقتصادية جديدة للتعامل مع واقع لم يعد قادراً على الاستمرار
موقع كل يوم -
كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس
يمر الواقع الاقتصادي السوري بحالة انهاك و سكون ، لا أحد يعلم ما الذي ننتظره ولا ما الذي ينتظرنا الصوت الذي يُسمع أشبه بحشرجات استنجاد و نداءات مطلبية و استغاثات انقاذ ، و مطولات من الاتهامات و الشكوك المعلنة و الخوف و كل على ليله يغني و عن ما ييسر له الدهر يبحث
إلى الآن تشكل فكرة الهجرة بتنويعاتها ، الشاغل الرئيسة للضمير الاجتماعي السوري و هي حالة هروب جمعي ناجمة عن فقدان الأمل و غياب شعاع الشمعة . الهجرة من كل شيء إلى أي شيء حتى ولو كانت إلى الوهم تبدأ من هجرة المدرسة و هجرة الجامعات و الأمل الذي كان يعيش على حسابهما إلى هجرة المهنة و العمل و المحاولة و الابتكار و قد لا تنتهي بهجرة الأرض و ما على سطحها . لو توفر رائزاً يقيس السعادة عند المواطن السوري لوجدناها ترتكز على من أوجد خيط وصل مع الخارج فوعدَ الروح بموارد يترجمها واقعاً أفضل عجز عن تحقيقه و لا يرى إليه طريقاً
يعني قلة قليلة إن كانت موجودة من المواطنين تزرع أملاً في هذه الأرض و نسبة من هذه القلة يحاصرها سلوك الحكومة المشغولة كلياً بما يمكن أن يتوفر لها من أيدي الناس و معظمهم من الفقراء . في هذا الواقع المعاش ، من الصعب جداً أن نجد المواطن الأمل من خلال مخاطبته باللغة القديمة ذاتها و اقناعه بالتوجهات نفسها التي لا يقتنع بها حتى مطلقوها ولا بد من لغة جديدة يمكننا صناعتها أكثر من امكانية استيرادها تصنعها التجربة و لإطلاق التجربة شروط تبدأ من حرية الاطلاق و الانطلاق تقولون لنا تلك شروط مؤمنة و ظروف قائمة أقول لكم لا أبداً بل هناك حصار على العقل و الفكر و التجربة لصالح الأيدي القابضة على الربح في ظل الظروف القائمة
أكثر ما يحتاجه السوري اليوم و يحتاجه العقل السوري و يحتاجه الاقتصاد السوري هو لقاء العقول و الارادات و التجارب و لا أطالب أبداً باي مؤتمر أو اجتماعات تأتي من اللغة القديمة و عقلية الافلاس و الادعاء ذاتها و خصوصاً عقلية الاشراف الحكومي الدور الحكومي مطلوب و مطلوب جداً لكن ليست هذه الحكومة و ليس بهذه اللغة بصراحة هناك حالة كسل و تقاعس تعيشها القوى العلمية و الفكرية و الرؤيوية الاقتصادية المفترضة و أخشى أن تكون هي حالة الخيبة من تدخلات و تخلف صاحب القرار لا يعقل أن لا أحد فكر بشيء
لماذا سورية رغم كل ما واجهت و تواجهه ليست الأرض اليباب ؟؟ ما زال للخير و الوعد على أرضها موعداً . إن صفت النيات و صحت العزائم و السؤال الهام في نظري أين قوى العلم و العمل و الادارة الاقتصادية الخاصة ؟؟ أين الجامعات مراكز البحوث كليات الاقتصاد . غرف التجارة غرف الصناعة و الزراعة أما قدر لها بعد أن تطرح جديداً يقنع مواطناً أن يقتنع بوطنه من خلال مصلحته في هذا الوطن و العيش فيه سبق أن طرحت السؤال ذاته و أخشى أن يكون ثمة ممانع يمنع الجواب