اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
يخوض المرشحون لعضوية مجلس الشعب تجربة غير مسبوقة في تاريخ البلاد سواءً في طريقة اختيار المرشحين والناخبين وطرح البرامج الانتخابية التي بدت فريدةً من نوعها وحملت بصمات السياسي المخضرم 'تشات جي بي تي'.
الانتخابات المقبلة لن تكون مفتوحة لعموم المواطنين للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم لمجلس 'الشعب'، إلا أن هذه التجربة استثنت 'الشعب' من اختيار مجلسه، وتكفلّت القيادة الحكيمة بابتداع طريقة جديدة للتشكيل تتضمن تعيين 'هيئة ناخبة' تضم المرشحين والناخبين معاً في صفوفها.
ورغم ذلك، أبى المرشحون إلا أن يطرحوا برامجهم الانتخابية، في إعلان واضح منهم على أن صفحة الماضي طويت للأبد، ومضى ذلك الزمان حين كان المرشح يكتفي بمدح القائد وتأكيد ولائه للقيادة، دون أن يحتاج لوضع برنامج انتخابي يجذب المواطنين للتصويت له، لعلمه ضمناً أن وصوله للمجلس لا يرتبط بأصوات الناخبين بل بقرار القيادة العليا.
سوريا من العرس الوطني وثقة القيادة إلى برامج انتخابية لمرشحين بلا انتخابات
لكن التجربة اليوم مختلفة عن الماضي، والمرشحون مصرّون على وضع برامج انتخابية، ولحرصهم على مواكبة التطور والحداثة ومعايشة التقدّم غير المسبوق في المجال التقني استعانوا بالأخ 'تشات جي بي تي' الذي أصبح صديق الملايين ومستودع أسرارهم ومعينهم على مشاكلهم، والمساعد الأول حين يجد الإنسان نفسه في موقفٍ لا يعرف كيف يتصرف فيه لكنه محرج من أن يفتضح نفسه إن قال لا أعرف، ليأتي دور 'تشات جي بي تي' الساحر الذي تسأله حاجتك فيجيبك مثل مارد المصباح 'شبيك لبيك'.
حداثة التجربة ربما دفعت بعض المرشحين للاستعانة بـ'تشات جي بي تي'، لكن المفاجأة أن البرامج الانتخابية تحوّلت إلى ما يشبه عدة أشخاص أجروا العملية ذاتها عند طبيب التجميل نفسه، فأصبحوا متشابهين إلى حدٍّ بعيد يكاد يصل للتطابق.
ولكن حتى وإن كانت البرامج تحمل روح كاتبها الواحد وتظهر فيه بصماته وأسلوبه، فالعبرة ليست هنا، بل في تطبيق هذه الوعود ومصداقية النائب في سعيه لتحقيق ما أورده في برنامجه الانتخابي، وربما ستصبح المهمة أسهل في حال توحّد النواب على الأهداف ذاتها وسعوا لتحقيقها فعلاً، إلا إن كان النواب سيوكلون مهمة التنفيذ أيضاً لـ'تشات جي بي تي'.
ولأن المواطن السوري يتمتع بذكاء فطري فقد لجأ للوسيلة ذاتها وسأل 'تشات جي بي تي' عن كيفية محاسبة النواب إن لم يحققوا وعودهم، مع الإشارة إلى أنه لم ينتخبهم ولم يمنحه الإعلان الدستوري أي وسيلة في سحب الثقة عنهم، ولا يمكنه تهديدهم بعدم انتخابهم مجدداً لأنه لا يضمن أن يعيش ليومٍ ينتخب فيه فعلاً بحريته الكاملة أعضاء مجلس 'الشعب'، إلا أن 'تشات جي بي تي' أبدى عجزه أمام الإجابة واعتذر بشدّة مستخدماً عبارة 'خود حسبك الله'.