حضور سوري مميز في مبادرة الاستثمار بالرياض يؤسس لمرحلة انفتاح اقتصادي جديد

شهدت العاصمة السعودية الرياض حضورًا سوريًا بارزًا ضمن فعاليات مبادرة الاستثمار، التي تُعد إحدى أهم المنصات الاقتصادية العالمية لاستقطاب رؤوس الأموال وتعزيز الشراكات العابرة للحدود.

وقد شكلت المشاركة السورية هذا العام نقطة تحول لافتة في مسار العلاقات الاقتصادية الإقليمية، ورسخت مؤشرات واضحة على انفتاح الاقتصاد السوري على العالم بعد سنوات من العزلة.

وتعمل الحكومة السورية برعاية وتوجيهات الرئيس أحمد الشرع على إعادة صياغة أولوياتها الاقتصادية بما يتناسب مع متطلبات التنمية المستدامة والتطورات العالمية، مركزةً على تهيئة بيئة استثمارية مرنة وجاذبة قادرة على المنافسة الإقليمية والدولية.

اقتصاد واعد ومقومات قوية

تميز الجناح السوري في المبادرة بتقديم رؤية متكاملة لمستقبل الاقتصاد الوطني، تضمنت مشاريع كبرى في قطاعات الزراعة، الصناعة، الطاقة، الصحة، السياحة، وتكنولوجيا المعلومات.

وقد لاقت هذه المشاريع اهتمامًا واسعًا من المستثمرين والخبراء الاقتصاديين، لما تمتلكه سوريا من مقومات تنافسية تشمل:

• أيدٍ عاملة ماهرة ذات تكلفة منخفضة.

• موارد طبيعية أولية غنية ومتنوعة.

• موقع جغرافي استراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

• إرادة حكومية واضحة لتطوير البنية التشريعية والمالية الداعمة للاستثمار.

من العزلة إلى الانفتاح

المشاركة السورية في هذه المبادرة تأتي في إطار سياسة الانفتاح الاقتصادي التدريجي التي تنتهجها دمشق، والمبنية على مبدأ الشراكات المتوازنة والمصالح المتبادلة.

ويرى مراقبون أن هذا الحضور يشكل نقطة انطلاق جديدة نحو إعادة دمج سوريا في الاقتصاد الإقليمي والدولي، خصوصًا في ظل تنامي الاهتمام العالمي بفرص إعادة الإعمار والتنمية في البلاد.

رؤية وطنية للمستقبل

تسعى الحكومة السورية، وفق توجهات الرئيس أحمد الشرع، إلى تحفيز رؤوس الأموال المحلية والعربية والأجنبية للمشاركة في مشاريع التنمية، بما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتعزيز القدرة الإنتاجية الوطنية، وتحريك عجلة الصادرات.

كما تركز السياسات الاقتصادية الجديدة على تشجيع الابتكار وريادة الأعمال وتطوير المناطق الصناعية والحرة بما يتماشى مع التحول نحو الاقتصاد الرقمي والاستدامة البيئية.

خاتمة

إن الحضور السوري المميز في مبادرة الاستثمار بالرياض لا يمثل مجرد مشاركة رمزية، بل تعبيرًا عمليًا عن عودة سوريا إلى المشهد الاقتصادي الدولي بثقة وثبات.

ومع استمرار الجهود نحو تحسين بيئة الاستثمار وتوسيع الشراكات الاقتصادية، تبدو ملامح مرحلة جديدة من النهوض الاقتصادي السوري قريبة أكثر من أي وقت

الفرات