اخبار سوريا
موقع كل يوم -عكس السير
نشر بتاريخ: ٥ أيلول ٢٠٢٥
قالت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، إن الجفاف يجتاح على نحو هو الأسوأ منذ عقود، منطقة شرق المتوسط والشرق الأوسط عموماً، وقد أدى ذلك لوضع خطير في سوريا على وجه الخصوص، حيث يقول الخبراء إن هطول الأمطار يتراجع هو الآخر منذ عقود.
ونقلت عن مزارعسوري قوله إنه لم يتمكن من الوصول إلى حقوله في ضاحية السيدة زينب بدمشق في بعض الأيام لأن مسلحي حزب الله كانوا يقطعون الطرق، تلاشت هذه المشكلة الآن، لكن الجفاف دمر أرضه، وجفف الآبار التي ترويها.
وأضاف: خلال عملية حصاد القمح: 'هذا الموسم ضعيف، يمكن اعتباره نصف موسم، إنه عام قاس.
وفي سنة جيدة، كانت أرض المزارع تنتج ما بين 800 و900 كيلوغرام من القمح للدونم الواحد، أما هذا العام فقد أنتجت حوالي ربع هذه الكمية، ما استدعاه لتوظيف 6 أو 7 عمال بدلاً من 15.
وقال مسؤول أممي، إن الجفاف أتى بعد حرب طويلة الأمد، ما جعل المزارعين الذين كانوا يعانون أساساً من ضائقة مالية، يمتلكون قدرة متواضعة للتعامل مع الآثار الكارثية له.
وفي السنوات الأخيرة، اضطرت الحكومة إلى استيراد 60 إلى 70% من احتياجات القمح لإطعام السكان، وتواضع محصول العام الحالي سيجبر سوريا على إنفاق المزيد من مواردها المحدودة على الواردات.
وقال مسؤول حكومي إن محصول القمح لن يكفي سوى لشهرين أو ثلاثة، والحكومة حالياً تعتمد على الاستيراد والتبرعات، وأضاف مسؤول آخر أن الاعتماد الكامل على الاستيراد والمساعدات يهدد الأمن الغذائي وهو حل غير مستدام.
وأدت أزمة المياه في لبنان إلى تفاقم الجفاف في سوريا التي تعتمد جزئياً على الأنهار المتدفقة انطلاقاً من جارتها، كنهر العاصي الذي يعتبر مصدراً للري والصيد، النهر الذي تناثرت الأسماء النافقة في مجراه بسبب الجفاف.
ونقلت الوكالة عن مزارع من جسر الشغور قوله: 'مزارعون كثر لا يستطيعون تحمل تكاليف حفر الآبار لأجل الري، الجفاف لم يدمر المحاصيل الصيفية فقط، بل أتلف أشجاراً عمرها عشرات السنوات (…) لا يوجد أي تعويض عن خسارة المحاصيل، والمزارعون يكسبون بالكاد ما يسد رمقهم فقط'.
كما قال مسؤول حكومي في إدلب 'منسوب المياه الجوفية انخفض أكثر من 10 أمتار خلال 3 أشهر في بعض آبار المراقبة، والسبب يعود لإفراط المزارعين في الضخ بسبب ندرة الأمطار'.
ويتفق معظم الخبراء على أن سوريا والمنطقة عموماً تتجه إلى وضع أو صدمات مناخية أسوأ، وهي غير مستعدة للتعامل معها والتقليل من آثارها.
وقال خبير إن 'مياه الأمطار أو ذوبان الثلوج في الجبال لا تكفي لتغذية المياه الجوفية، وبسبب تزايد احتياجات الري ينخفض منسوب المياه الجوفية باستمرار، ما يعني صعوبة الوصول إليها وحاجتها إلى طاقة أكبر لضخها، وفي مرحلة ما قد تنفد المياه الجوفية'.
وختم: 'حتى باستخدام وسائل محدودة، يمكن للبلاد أن تتخذ تدابير للتخفيف من الآثار، مثل زيادة حصاد مياه الأمطار، والتحول إلى محاصيل أكثر مقاومة للجفاف، ومحاولة وضع أنظمة ري أكثر فعالية، حتى لو كانت بسيطة، لكن على المدى الطويل، وإذا استمر الوضع من حيث تأثيرات تغير المناخ كما هو متوقع حالياً، فإن مساحة الأراضي الزراعية التي ستكون صالحة للزراعة في العقود المقبلة ستبقى مثار تساؤل'.