اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تشهد أروقة نادي المريخ العريق توترًا غير مسبوق، بعد أن تحولت الجماهير الحمراء إلى مصدر ضغط هائل على الإدارة الحالية، عقب موسم كارثي خسر فيه الفريق بطولتي الدوري السوداني والكأس تواليًا، وسط أداء باهت وتراجع مقلق في النتائج والمستوى العام للفريق.
الجماهير، التي لطالما كانت سندًا للنادي في الملمات، أعلنت الغضب صراحة هذه المرة، ووجهت سهام انتقاداتها الحادة لرئيس النادي عمر النمير، مطالبة برحيله الفوري بعد موسم واحد فقط على توليه المسؤولية، معتبرة أن إدارته فشلت في تحقيق أي إنجاز يُرضي طموحات 'الصفوة'.
حملة إلكترونية غاضبة ضد إدارة عمر النمير
أطلقت جماهير المريخ حملة مكثفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استخدمت فيها وسم 'ارحلوا يا فاشلين'، لتُعبّر عن رفضها القاطع للاستمرار الإداري الحالي. واتهمت الإدارة بتضليل الجماهير من خلال وعود وهمية حول صفقات كبرى وتدعيم نوعي للفريق، لم تجد طريقها إلى أرض الواقع.
وبلغ الغضب ذروته بعد أن رفض النمير مبادرة مهمة قادها القيادي المريخي البارز أيمن مبارك الخضر، لإعادة أربعة من أبرز النجوم الذين رحلوا إلى الدوري الليبي، وهم: محمد المصطفى (حارس المرمى)، مصطفى كرشوم (قلب الدفاع)، بخيت خميس (الظهير الأيسر)، والجزولي نوح (المهاجم الخطير).
انهيار ثقة تام بين الجماهير ومجلس الإدارة
فشلت كل محاولات التهدئة بين الإدارة والجماهير التي باتت أكثر تصميمًا على خيار واحد لا ثاني له: رحيل الإدارة فورًا. ورفضت القاعدة الحمراء أي حديث عن ترتيبات الميركاتو الصيفي أو المشاركات القارية، ما لم يتم إنهاء حقبة النمير التي وصفتها الجماهير بـ'الكارثية'.
وقد وصلت القطيعة بين الطرفين إلى حد تبادل الاتهامات، حيث تروج أوساط جماهيرية أن هناك حالة من 'العناد' تسيطر على مجلس الإدارة، في وقت يتطلب التواضع والمكاشفة مع الشارع الرياضي.
تصعيد مرتقب مع انطلاق الموسم الجديد
يتخوّف المراقبون من أن يشهد ملعب المريخ أو أي فعالية قريبة للفريق احتجاجات جماهيرية علنية، في ظل تمسك الإدارة بالبقاء رغم غضب الشارع المريخي. وتشير التوقعات إلى أن الأزمة ستتفاقم أكثر مع اقتراب انطلاقة النسخة 29 من الدوري السوداني الممتاز، وعودة الفريق للمشاركة القارية في دوري أبطال أفريقيا.
وإذا استمرت الإدارة على موقفها الرافض للاستقالة، فإن النادي سيكون مقبلًا على تصعيد أكبر وأخطر من قبل الجماهير التي هددت بتحركات تصعيدية مباشرة قد تشمل التجمهر أمام النادي، والمطالبة بحل المجلس الحالي وتكوين لجنة تسيير انتقالية.
تحركات داخلية بقيادة رموز النادي لاحتواء الأزمة
بدأت بالفعل تحركات من قبل رموز وكبار نادي المريخ لإيجاد صيغة حل تُجنّب النادي الانفجار الكامل. وتشمل هذه التحركات عقد اجتماعات طارئة مع بعض أعضاء مجلس الإدارة، ومناقشة فكرة الدعوة لجمعية عمومية استثنائية تُعيد تشكيل القيادة الإدارية للنادي.
وتأمل الأطراف الوسيطة أن يفضي هذا الضغط الداخلي، إلى تنازلات من إدارة عمر النمير، تفتح الباب أمام تسوية تحفظ استقرار النادي وتمنع انتقال الأزمة إلى الشارع الرياضي الأوسع، خاصة أن المريخ يملك قاعدة جماهيرية ضخمة يُحسب لها ألف حساب في السودان.
مطالب واضحة ومصير معلق
تتلخص مطالب الجماهير في استقالة فورية لكل أعضاء مجلس إدارة النادي الحالي، وتشكيل لجنة تسيير محايدة تتولى التحضير لمرحلة انتخابية جديدة، يتم من خلالها إعادة ترتيب بيت المريخ إداريًا وماليًا، بعد موسم وصفه كثيرون بأنه الأسوأ في تاريخ الفريق.
وفي ظل حالة الاحتقان المتزايدة، يبقى مستقبل مجلس عمر النمير معلقًا بخيط رفيع، في انتظار ما ستؤول إليه التحركات القادمة خلال الأيام القليلة المقبلة.