اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
رفضت مصر رسميًا دعوة إثيوبيا لحضور حفل افتتاح سد النهضة، المقرر في سبتمبر المقبل، مؤكدة تمسكها بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل السد، ويضمن عدم الإضرار بحقوق مصر المائية، في ظل ما وصفه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بـ'الإجراءات الأحادية العبثية' التي تتبعها أديس أبابا.
القاهرة تتمسك بالاتفاق القانوني وتندد بـ13 عامًا من المراوغة
وفي تصريحات لصحيفة 'الشروق'، شدد عبد العاطي على أن قضية المياه 'وجودية' بالنسبة لمصر، ولا يمكن ترك مصالح 110 ملايين مصري و10 ملايين لاجئ للوعود الإثيوبية، لافتًا إلى أن 13 عامًا من المفاوضات أثبتت غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم، رغم محاولات مصر المتكررة للتوصل إلى تسوية سلمية.
رد رسمي قوي: 'لن نقبل بسياسة الأمر الواقع'
أكد وزير الخارجية المصري أن أي إجراءات أو إعلانات إثيوبية أخرى 'ستُواجَه بكل حسم وقوة'، مضيفًا أن مصر ليست عاجزة عن الرد، وأنها ستدافع عن حقوقها المائية كاملة وفقًا للقانون الدولي. وأشار إلى أن مصر لم ولن تقبل بسياسة فرض الأمر الواقع من طرف إثيوبيا، لا فيما يخص سد النهضة ولا فيما يتعلق بمشاريع سدود مستقبلية على نهر النيل.
دعوة الافتتاح 'عبث' وانتهاك للقانون الدولي
وصف عبد العاطي دعوة أديس أبابا لمصر والسودان لحضور حفل افتتاح السد بـ'العبث'، موضحًا أن السد أُقيم بإجراءات أحادية، دون مراعاة لقواعد القانون الدولي مثل مبدأ الإخطار المسبق والتوافق الفني، فضلًا عن تجاهل واضح لمصالح دولتي المصب.
أبي أحمد: السد فرصة للتعاون وليس تهديدًا
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أوائل يوليو الجاري، أن بلاده ستدشن رسميًا سد النهضة في سبتمبر، مشددًا على أن المشروع لا يمثل تهديدًا لمصر أو السودان، بل فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق منفعة مشتركة. إلا أن هذه التصريحات لم تجد صدى إيجابيًا في القاهرة أو الخرطوم، اللتين تريان في المشروع تهديدًا مباشرًا لحصصهما التاريخية من مياه النيل.
مصر تعلن فشل المفاوضات وتحذر من تصعيد جديد
وكانت مصر قد أعلنت في ديسمبر 2023 فشل آخر جولات التفاوض بشأن سد النهضة، معتبرة أن المسار التفاوضي قد أُغلق بعد 13 عامًا من المحادثات التي لم تثمر عن شيء. كما حذرت القاهرة مرارًا من تداعيات الإجراءات الأحادية الإثيوبية، مؤكدة احتفاظها بكافة حقوقها القانونية والسياسية في الرد المناسب.
دلالات سياسية حاسمة ورسائل ضمنية قوية
يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن تصريحات عبد العاطي تحمل دلالات دبلوماسية وسياسية عميقة، تعكس نفاد صبر القاهرة، معتبرًا أن 'الكيل طفح' من التعنت الإثيوبي. وأضاف بيومي أن تلميحات عبد العاطي حول إمكانية استخدام وسائل أخرى لحماية المصالح المصرية تمثل رسالة واضحة بأن مصر لا تزال تفضل الحل السلمي، ولكنها مستعدة لأي تطورات.
القاهرة ترفض بناء أي سدود مستقبلية
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية المصري أن أي محاولات إثيوبية لبناء سدود إضافية على نهر النيل مرفوضة تمامًا، مشددًا على أن مصر ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المائي. وأضاف أن المسؤولين الإثيوبيين يتحدثون كثيرًا عن التفاوض، لكن دون خطوات عملية، وهو ما وصفه بـ'الكلام المعسول الذي لا قيمة له'.
عبد العاطي: تصريحات ترامب مرحب بها
وحول مواقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الأزمة، قال عبد العاطي إن مصر ترحب بتصريحاته ومبادرته للوساطة، مشيرًا إلى أن واشنطن، بالتعاون مع البنك الدولي، كانت قد اقتربت في 2019 من إبرام اتفاق نهائي عادل ومنصف، لكن إثيوبيا انسحبت في اللحظة الأخيرة ورفضت التوقيع.
السيسي يؤكد أهمية مياه النيل ويبحث الملف مع واشنطن
وفي سياق متصل، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الأهمية القصوى لمياه النيل بالنسبة لمصر، مؤكدًا خلال لقاء مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، أن القاهرة لن تتنازل عن حقوقها التاريخية، وأن أي حل يجب أن يقوم على أساس التفاهم والاحترام المتبادل، وليس على فرض الإرادة بالقوة أو المراوغة.