بيان ناري من جامعة الدول العربية ضد الحكومة الموازية

متابعات- نبض السودان

أعلنت جامعة الدول العربية رفضها القاطع لمحاولة ما وصفتها بـ'المليشيا المتمردة' فرض حكومة غير شرعية في مدينة نيالا، جنوبي دارفور، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل انتهاكًا صارخًا للشرعية الدستورية وتعد تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار السودان والمنطقة بأسرها.

بيان حاسم من الجامعة العربية

جاء في البيان الرسمي الصادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية، أن المنظمة 'تدين بشدة المحاولة غير الشرعية لفرض حكومة بديلة في نيالا'، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعتبر خرقًا واضحًا للسيادة الوطنية ومساسًا خطيرًا بوحدة السودان واستقراره الداخلي.

وأعربت الجامعة عن 'قلقها البالغ إزاء الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة'، داعية جميع الأطراف السودانية إلى التمسك بالحوار الوطني وتغليب المصلحة العليا للوطن، والعمل الجاد على استعادة الشرعية والاستقرار.

دعوة للتمسك بالشرعية الدستورية

شددت الجامعة العربية في بيانها على أهمية 'الالتزام الصارم بالشرعية الدستورية والقانونية'، باعتبارها أساسًا لاستقرار الدول وحماية حقوق الشعوب، مؤكدة أن أية محاولات لتجاوز هذه المبادئ 'لن تجد أي اعتراف أو دعم من المجتمع العربي والدولي'.

وأضافت أن التحركات الأخيرة للمتمردين في مدينة نيالا تمثل 'انقلابًا على الإرادة الشعبية ومشروعًا لتقسيم السودان وإغراقه في الفوضى'، مشددة على ضرورة التصدي لهذه المحاولات بحزم على كافة المستويات.

تحذير من تداعيات إقليمية خطيرة

كما حذرت الجامعة من أن هذه المحاولة قد تؤدي إلى 'تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي'، في ظل تصاعد التوترات والنزاعات في بعض دول الجوار، لافتة إلى أن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء مرفوض تمامًا ولا يتماشى مع ميثاق الجامعة ومبادئ القانون الدولي.

وأوضحت أن الخطوة التي اتخذها المتمردون في نيالا قد تُفسر على أنها جزء من مشروع أوسع لتفتيت الدولة السودانية، داعية إلى 'الحذر واليقظة من مثل هذه المخططات التي تقف خلفها أطراف خارجية ذات أجندات خبيثة'.

الجامعة تجدد دعمها الكامل للشرعية السودانية

أكدت الجامعة العربية مجددًا دعمها الكامل للسلطة الشرعية في السودان، الممثلة في القيادة العسكرية ومؤسسات الدولة الوطنية، مشددة على 'ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية ورفض أي كيان موازٍ يعمل خارج الإطار الرسمي'.

كما أشادت بموقف الشعب السوداني الرافض لمثل هذه التحركات، داعية إلى استمرار التعبئة الوطنية والشعبية من أجل الدفاع عن وحدة الدولة واستقرارها.

التنسيق مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة

وذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن الأمانة العامة للجامعة العربية بدأت اتصالات مكثفة مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لبحث سبل دعم السودان سياسيًا وأمنيًا في مواجهة هذا التطور الخطير، ولضمان عدم اعتراف أي جهة دولية بالحكومة المعلنة من طرف المليشيا.

وأكدت المصادر أن هناك إجماعًا عربيًا على رفض 'أي محاولة لتقويض مؤسسات الدولة السودانية'، مشيرة إلى أن عدداً من الدول العربية أبدت استعدادها للمساهمة في جهود دعم الاستقرار بالسودان سواء عبر الوساطة أو الدعم اللوجستي.

الجامعة تدعو لعقد اجتماع طارئ

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام عربية عن مصادر دبلوماسية مطلعة أن الجامعة العربية بصدد الدعوة إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تطورات الأوضاع في السودان، وتحديد موقف موحد تجاه التحركات غير المشروعة في نيالا.

ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع المرتقب مداولات حول السبل الكفيلة بدعم السودان في الحفاظ على وحدة أراضيه ومؤسساته، ومنع الانزلاق نحو الفوضى والانقسام.

موقف واضح من التدخلات الخارجية

في ختام بيانها، شددت الجامعة العربية على رفضها التام لأي تدخلات أجنبية في الشأن السوداني، وأكدت أن مصير السودان يجب أن يحدده السودانيون أنفسهم من خلال آليات شرعية وقانونية وتوافق وطني شامل، دون إملاءات أو دعم خارجي لمجموعات خارجة عن القانون.

وأكدت أن السودان يمر بمرحلة حرجة تتطلب من الجميع التكاتف والدعم، مشيرة إلى أن الأمن القومي العربي مرتبط ارتباطًا وثيقًا باستقرار السودان.