اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة إنسانية تعكس روح التكافل المجتمعي، أطلقت غرفة طوارئ مخيم النيم للنازحين بمدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، مبادرة مجتمعية لبناء مدرسة بمخيم صابرين غرب المدينة، الذي يضم أكثر من 14 ألف نازح ويعاني من غياب كامل للمؤسسات التعليمية منذ اندلاع الحرب في البلاد.
تعليم النازحين بين الأمل والمعاناة
تأتي هذه المبادرة بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، وفي وقت تواجه فيه الولاية انهيارًا كبيرًا في البنية التحتية التعليمية نتيجة الدمار الذي لحق بالمؤسسات المدرسية بسبب القتال المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعطيل العملية التعليمية لأكثر من عامين متتاليين.
ووفقًا لما نشرته غرفة طوارئ مخيم النيم على صفحتها في “فيس بوك”، فإن المبادرة تهدف إلى تشييد المدرسة بالمواد المحلية، بالتنسيق مع إدارة التعليم بالولاية وعدد من الفاعلين المجتمعيين، حتى يتمكن أطفال النازحين من الالتحاق بالعام الدراسي الجاري وإنقاذ مستقبلهم من الضياع.
حملة مجتمعية لإنقاذ التعليم
وأكدت غرفة الطوارئ أن العمل يسير بخطى متسارعة وسط دعم ومشاركة من أبناء المخيم الذين بدأوا في جمع المواد المتاحة محليًا مثل الطين والقش والخشب لتشييد الفصول الدراسية.
كما دعت الغرفة جميع سكان المخيم إلى الانضمام إلى الحملة المجتمعية التي تسعى لدعم العملية التعليمية، معتبرة أن المدرسة تمثل الأمل الوحيد للأطفال النازحين الذين حرموا من التعليم منذ اندلاع الحرب.
وأوضحت الغرفة أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود المجتمع المحلي لتعويض غياب المؤسسات الرسمية التي تواجه صعوبات مالية وإدارية كبيرة، مؤكدة أن التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مستقر بعد الحرب.
وزارة التربية تعلن انطلاقة العام الدراسي وسط تحديات
من جانبها، كانت وزارة التربية والتوجيه بولاية شرق دارفور قد أعلنت رسميًا انطلاقة العام الدراسي في الأول من أكتوبر الجاري، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه العملية التعليمية، وعلى رأسها نقص الأجور وضعف التمويل وعدم توفر بيئة دراسية مناسبة في كثير من المدارس.
وأشار مسؤولو الوزارة إلى أن معظم المدارس في المناطق المتأثرة بالنزاع تحتاج إلى إعادة تأهيل عاجلة، إضافة إلى توفير الكتاب المدرسي والمعلمين والمقاعد الدراسية، وهي تحديات لا يمكن تجاوزها إلا عبر تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية والدعم الإنساني.
التعليم في شرق دارفور بين التحدي والإصرار
تعكس هذه المبادرة المجتمعية في مخيم النيم روح الصمود والإصرار لدى النازحين في شرق دارفور، الذين يسعون رغم ظروف النزوح والفقر وانعدام الخدمات إلى الحفاظ على حق أطفالهم في التعليم، بوصفه الأمل الوحيد في الخروج من دوامة الحرب والجهل.
ويرى ناشطون في مجال التعليم والإغاثة أن هذه المبادرات الشعبية تمثل نموذجًا ملهمًا يمكن تعميمه في باقي ولايات السودان التي تعاني من النزاع والنزوح، خاصة مع غياب الدعم الدولي الكافي لقطاع التعليم الذي تضرر بشكل واسع خلال العامين الماضيين.
التعليم أولوية إنسانية
ويؤكد خبراء أن إعادة بناء المدارس داخل المخيمات خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي للأطفال النازحين، حيث يوفر التعليم بيئة آمنة تزرع الأمل وتعيد الثقة بالمستقبل. كما أن هذه المبادرات تساعد في منع تفشي الأمية والانقطاع المبكر عن الدراسة، اللذين أصبحا خطرين متزايدين في المجتمعات المتأثرة بالحرب.
وفي ظل استمرار الأوضاع الإنسانية الصعبة في دارفور، تبقى مثل هذه الجهود الشعبية شريان حياة حقيقي يعيد الأمل إلى آلاف الأطفال الذين ينتظرون فرصة للجلوس مجددًا على مقاعد الدراسة.