اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهد مطار هونغ كونغ الدولي صباح اليوم حادثًا مأساويًا إثر انزلاق طائرة شحن إماراتية من طراز 'بوينغ 747' خارج المدرج أثناء الهبوط، مما أدى إلى مصرع شخصين في موقع الحادث، بحسب ما نقلته صحيفة 'ساوث تشاينا مورنينغ بوست' عن مصادر في الشرطة المحلية.
تفاصيل الحادث المروع
الطائرة التي كانت قادمة من دبي، وتشغلها شركة الشحن التركية AirACT نيابة عن طيران الإمارات برقم الرحلة EK9788، انحرفت عن المدرج لحظة ملامستها أرض المطار واصطدمت بمركبة مراقبة أرضية قبل أن تسقط في البحر، في مشهد درامي تسبب في حالة من الفوضى داخل المطار.
وذكرت الصحيفة أن الطائرة غمرتها المياه بالكامل تقريبًا عقب سقوطها، فيما تم إغلاق المدرج بشكل مؤقت لإتاحة المجال أمام فرق الإنقاذ والطوارئ التي هرعت إلى المكان.
مصرع شخصين وإصابة طاقم الطائرة بالذهول
وقالت الشرطة إن الحادث أسفر عن وفاة رجل يبلغ من العمر 30 عامًا كان على متن مركبة المراقبة فورًا في مكان الحادث، بينما نُقل رجل آخر عمره 41 عامًا إلى المستشفى لكنه فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بجراحه.
أما أفراد طاقم الطائرة الأربعة، فقد نجوا من الموت بأعجوبة ولم يتعرضوا لأي إصابات خطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية.
ظروف جوية سيئة وراء الكارثة
وأوضحت الصحيفة أن الحادث وقع عند الساعة 3:50 فجراً بتوقيت هونغ كونغ، وسط ظروف جوية سيئة وأمطار غزيرة ورياح قوية، يُعتقد أنها كانت سببًا مباشرًا في فقدان الطائرة السيطرة أثناء الهبوط.
وأشارت المصادر إلى أن الرؤية كانت ضعيفة للغاية في تلك اللحظات، مما جعل مناورات الطيارين أكثر صعوبة رغم خبرتهم العالية.
بيان هيئة مطار هونغ كونغ
من جانبها، أصدرت هيئة مطار هونغ كونغ بيانًا رسميًا أكدت فيه أن طائرة الشحن كانت قادمة من مطار آل مكتوم الدولي في دبي وعلى متنها أربعة من أفراد الطاقم، تم إنقاذهم جميعًا ونقلهم إلى المستشفى، مضيفة أن العمل جارٍ على إزالة حطام الطائرة واستعادة حركة الطيران في أقرب وقت ممكن.
كما أشار البيان إلى أن التحقيقات الأولية تجري بمشاركة فريق فني من سلطات الطيران المدني في هونغ كونغ، بالتعاون مع ممثلين من دولة الإمارات وشركة بوينغ، للوقوف على الأسباب الدقيقة للحادث.
تحقيق دولي مرتقب
من المتوقع أن يفتح مجلس سلامة النقل في هونغ كونغ تحقيقًا شاملًا حول ملابسات الحادث، مع تحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة لتحديد ما إذا كانت الأحوال الجوية وحدها السبب الرئيسي، أم أن هناك أخطاء بشرية أو خللًا تقنيًا ساهم في وقوع الكارثة.
وبحسب مصادر ملاحية، فإن الطائرة كانت محمّلة بشحنة تجارية ضخمة من الإلكترونيات، وكان من المقرر أن تتابع رحلتها إلى مطار آخر في آسيا، قبل أن تنتهي رحلتها بمأساة غير متوقعة.
طيران الإمارات يعلن الحداد
في أول تعليق رسمي، عبّرت شركة طيران الإمارات عن أسفها العميق للحادث المؤسف وقدمت تعازيها لأسر الضحايا، مؤكدة تعاونها الكامل مع سلطات التحقيق في هونغ كونغ لمعرفة أسباب الانزلاق المميت.
وقالت الشركة في بيان مقتضب إن 'السلامة تأتي على رأس أولوياتها'، مشيرة إلى أنها ستراجع جميع إجراءات الهبوط والتحميل الخاصة بالرحلات المماثلة خلال الظروف الجوية الصعبة.
صدمة في الأوساط الجوية
أثار الحادث صدمة كبيرة في الأوساط الملاحية والطيران المدني العالمي، خاصة وأنه يُعد من أخطر حوادث الطيران في مطار هونغ كونغ خلال السنوات الأخيرة، نظراً لموقع المطار المحاط بالمياه وصعوبة عمليات الإنقاذ في مثل هذه الظروف.
ويرى محللون أن الحادث سيعيد النقاش مجددًا حول تأمين المطارات البحرية وتطوير أنظمة الهبوط الآلي في الطائرات الشاحنة الثقيلة مثل 'بوينغ 747″، التي تحتاج إلى مدارج أطول ومجال رؤية أوسع.
مأساة إنسانية وتداعيات ملاحية
رغم محدودية عدد الضحايا، إلا أن الحادث ترك أثرًا نفسيًا بالغًا، خاصة بين موظفي المطار الذين شهدوا مشهد سقوط الطائرة في البحر، فيما يُنتظر أن تستغرق عمليات انتشال الحطام والتحقيقات النهائية عدة أسابيع.
ويُذكر أن مطار هونغ كونغ يُعد أحد أكثر المطارات ازدحامًا في آسيا، وتُستخدم مدرجاته بكثافة من قبل شركات الشحن الجوي الكبرى، مما يجعل السلامة التشغيلية تحديًا مستمرًا أمام السلطات المحلية.