اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
غزة بعد الحرب…متطوعون يبحثون بين الركام عن رفات آلاف الشهداء
في مشهدٍ يلخص عمق المأساة التي عاشها أهالي غزة خلال الحرب، يواصل عشرات المسعفين والمتطوعين، منذ نحو أسبوع، رحلتهم الشاقة بين الركام والرمال بحثا عن رفات الشهداء في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال مؤخرا.
بين التلال الرملية التي شهدت أعنف المعارك، تتركز جهود المتطوعين على استعادة ما تبقى من أجساد غُيّبت قسرا تحت جنازير الدبابات أو طُمرت في الأرض دون وداع.
في مناطق نتساريم والمغراقة والزهراء وشرقي مخيم البريج وسط القطاع، مرورا بالأحياء الشرقية من خان يونس جنوبا، ووصولا إلى أحياء الشاطئ والدرج والتفاح والشيخ رضوان والشجاعية في مدينة غزة، تنتشر طواقم الإسعاف والدفاع المدني بخطى مثقلة بالألم، ينصب عملهم في النبش بين الركام والبحث أسفل التراب عن رفات شهيد غاب عن أهله ولم يعد لهم.
يقول أحد المتطوعين لـ'قدس برس' وهو يزيل التراب بيديه: 'انتشلنا خلال الأيام الماضية عشرات الجثامين من مواقع كانت نقاطا عسكرية للاحتلال، وجدنا أجسادا تعرضت لتشوهات كبيرة، ودفنت بطريقة قاسية يصعب وصفها'.
ويضيف' في نتساريم وحدها عثرنا على 11 جمجمة مدفونة تحت تلة رملية، بلا أجساد كانت مطمورة تحت جنازير الدبابات'.
يستخدم المتطوعون أدوات بسيطة في عمليات الحفر والانتشال، ثم تُجمع الرفات في أكياس خاصة، مع توثيق مكان وتاريخ العثور عليها، قبل تسليمها لوزارة الصحة في غزة، التي خصصت منصة إلكترونية لتمكين العائلات من التعرف على ذويهم.
ووفق تقديرات أولية، يبلغ عدد الشهداء المدفونين تحت الركام أو المفقودين قسرا أكثر من 11 ألف شهيد، ويؤكد مسؤولون في القطاع أن عملية الانتشال تتطلب إمكانيات فنية ولوجستية هائلة لا تتوفر حاليًا، فيما تحول شدة القصف في بعض المواقع دون العثور على رفات واضحة المعالم.
بدورها أشارت وزارة الصحة بغزة أن الجثامين التي تسلمتها من دولة الاحتلال في إطار صفق التبادل، تحمل دلائل واضحة على التعذيب والتنكيل والإعدام الميداني، مشيرة إلى أن ما كُشف من مشاهد يوثّق انتهاكات جسيمة ترقى إلى جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق مدنيين فلسطينيين.
وارتكبت دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.