إد باستيان لـ”الرياض”: إطلاق رحلات “دلتا” إلى الرياض يكرّس شراكتنا مع المملكة في بناء مستقبل الطيران العالم

بعد إعلان 'دلتا' عن إطلاق رحلاتها المباشرة بين أتلانتا والرياض، تتواصل أصداء الخط الجديد في أوساط قطاعي الطيران والاستثمار، باعتباره خطوة نوعية تدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 في بناء منظومة طيران عالمية، وترسيخ موقع العاصمة كمحور رئيسي يربط بين ثلاث قارات.

وشهد الإعلان اهتماماً واسعاً من المراقبين والمستثمرين، الذين وصفوه بأنه مؤشر على تسارع وتيرة الانفتاح الاقتصادي في المملكة ونمو الطلب على السفر من وإلى الرياض، التي أصبحت من أسرع أسواق الطيران نمواً في المنطقة، بفضل التوسع الكبير في البنية التحتية والمطارات والخدمات اللوجستية.

ويُتوقع أن يسهم الخط الجديد في تحفيز الحركة الاقتصادية بين البلدين، من خلال تعزيز تدفقات السياح ورجال الأعمال والمستثمرين، ورفع جاذبية المملكة كوجهة عالمية للفعاليات والمشاريع الكبرى، إلى جانب دوره في دعم استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية الوطنية التي تستهدف الوصول إلى 330 مليون مسافر سنوياً وخدمة أكثر من 250 وجهة بحلول عام 2030.

ويرى خبراء النقل الجوي أن هذا الخط سيسهم في زيادة الإنفاق السياحي بين الجانبين، وتنشيط قطاعات الضيافة والمؤتمرات والترفيه، فضلاً عن خلق فرص عمل جديدة في السوق المحلي. كما يُتوقع أن يدعم توسع حركة الشحن الجوي بين السعودية والولايات المتحدة، ولا سيما في مجالات التقنية والطاقة المتجددة والصناعات الدوائية.

من جهته، أكد لـ'الرياض' إد باستيان، الرئيس التنفيذي لـ 'دلتا'، أن إطلاق الخدمة إلى الرياض يمثل خطوة مهمة أخرى في مسيرة الشركة نحو قرنها الثاني من النمو العالمي، وتجسيدًا لالتزامنا بربط العالم. وأضاف: 'نحن نعمل على إتاحة وصول أوسع لجيل جديد من المسافرين حول العالم، عبر ربط المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وسائر الوجهات، بخدمة 'دلتا' المتميزة التي تتميز بالموثوقية والعناية والجودة الرفيعة'.

ويعكس دخول 'دلتا' السوق السعودي توافقاً واضحاً بين إستراتيجية توسع الشركة العالمية ورؤية المملكة 2030 التي تركز على بناء شراكات نوعية مع الشركات الرائدة في مجال النقل الجوي، بما يضمن نقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى السوق المحلي وتعزيز تنافسية القطاع.

وستبدأ الرحلات الجديدة في أكتوبر 2026 بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، لتربط العاصمة السعودية بأكبر مركز نقل جوي في الولايات المتحدة، بما يتيح للمسافرين من الجانبين وصولاً سهلاً وسلساً إلى أكثر من 150 وجهة أميركية و300 وجهة عالمية ضمن شبكة 'دلتا'.

وسيوفر الخط الجديد جسراً مباشراً بين مركزين ماليين عالميين، حيث تُعد أتلانتا مقراً لعدد من كبريات الشركات الأميركية، ما يسهل حركة رجال الأعمال والمستثمرين، ويدعم المشاركة السعودية في المعارض والمؤتمرات والفعاليات الدولية الكبرى.

ويُنظر إلى دخول 'دلتا' السوق السعودي كإضافة نوعية تعزز تنافسية قطاع الطيران في المملكة، وتفتح مجالات جديدة للتعاون في الصيانة، والمناولات الأرضية، والتدريب، والتحول الرقمي، ضمن شراكتها الإستراتيجية مع طيران الرياض، التي تم الإعلان عنها العام الماضي.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تبادل الخبرات التشغيلية وتطوير حلول رقمية متقدمة في إدارة الرحلات والمطارات، بما يرفع كفاءة التشغيل ويعزز تجربة المسافرين، ويواكب طموحات المملكة في بناء جيل جديد من المطارات الذكية والمستدامة التي تعكس مكانة الرياض كمركز عالمي للطيران.

كما يُتوقع أن يسهم المسار الجديد في زيادة حجم التبادل التجاري والسياحي بين البلدين، عبر تحفيز الاستثمارات في مجالات السفر، والضيافة، والخدمات اللوجستية، إلى جانب جذب شركات أميركية جديدة للاستفادة من الفرص المتنامية في الاقتصاد السعودي.

وبحسب مختصين في قطاع النقل، فإن هذا الخط يمثل خطوة أولى نحو بناء شبكة نقل متكاملة بين السعودية والولايات المتحدة، ما سيسهم في مضاعفة حجم التبادل التجاري وتنوعه، ودعم قطاعات مثل السياحة، والثقافة، والفعاليات الكبرى التي تشهد نمواً متسارعاً في المملكة.

وتواصل 'دلتا'، التي تُسيّر أكثر من 5,000 رحلة يومياً إلى أكثر من 300 وجهة حول العالم، توسيع حضورها الدولي وفق نهج يرتكز على الاستدامة، والكفاءة التشغيلية، والخدمة المتميزة، وهو ما يتقاطع مع أهداف المملكة في بناء قطاع طيران متكامل ومستدام يعزز مكانتها كمحور ربط عالمي بين الشرق والغرب.

ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز مكانة الرياض كمركز رئيسي للطيران في الشرق الأوسط، وتكرّس التزام 'دلتا' بالمساهمة في بناء مستقبل طيران أكثر استدامة وتكاملاً بين القارات، بما يدعم التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في قطاعي الاقتصاد والسياحة.