مشروع لإنشاء حمض نووي بشري اصطناعي يثير جدلاً أخلاقيًا واسعًا

أطلق علماء في المملكة المتحدة مشروعًا علميًا غير مسبوق لإنشاء حمض نووي بشري اصطناعي بالكامل، في خطوة وُصفت بأنها 'قفزة عملاقة' في علم الأحياء، لكنها أثارت جدلاً واسعاً حول أخلاقيات التدخل في الأسس الوراثية للحياة.

المشروع، الذي يتلقى تمويلاً مبدئياً قدره 10 ملايين جنيه إسترليني من مؤسسة 'ويلكوم' الخيرية الطبية وهي الأكبر من نوعها في العالم، يهدف إلى بناء الحياة البشرية من الصفر عبر تصنيع أجزاء من الحمض النووي (DNA) وصولاً إلى كروموسوم بشري كامل.

اقرأ أيضًا: الرياض تستضيف معرض سيتي سكيب العالمي 2025 نوفمبر المقبل

الدكتور جوليان سيل، من مختبر مجلس البحوث الطبية للبيولوجيا الجزيئية في كامبريدج والمشارك في المشروع، صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بأن 'لا حدود لإمكانيات هذا المشروع، إذ قد يقود إلى شيخوخة صحية وانخفاض معدلات الإصابة بالأمراض'، مشيرًا إلى إمكانية توليد خلايا مقاومة للأمراض تُستخدم في تجديد الأعضاء التالفة كالقلب والكبد وحتى الجهاز المناعي.

ويقوم المشروع على مبادئ مشروع الجينوم البشري، الذي مكّن العلماء سابقًا من قراءة الشيفرة الوراثية البشرية، إلا أن المشروع الجديد تحت اسم 'مشروع الجينوم البشري الاصطناعي' يطمح إلى مرحلة أكثر تقدمًا، وهي بناء الجينوم ذاته من الصفر، جزيئًا بعد آخر.

ويقول البروفيسور ماثيو هيرلز، مدير معهد 'ويلكوم سانجر'، إن المشروع قد يؤدي إلى فهم أدق لآلية عمل الجينات، ما يمهّد الطريق لعلاجات أكثر فعالية لأمراض مزمنة ومستعصية.

لكن المشروع يواجه انتقادات من أصوات تخشى من تسخير هذه التقنية لإنتاج 'بشر محسنين' أو التلاعب الوراثي غير الأخلاقي، خاصة في ظل احتمالات استخدامها من قبل أطراف غير مسؤولة، وهو ما يعيد النقاش الأخلاقي حول حدود البحث العلمي وأثره على الأجيال القادمة.