"قصبة المضمار".. سبعة أدوار طينية تروي حكاية 300 عام في بدر الجنوب

تراث معماري يطل على القرية والوادي وجبل القهرة

ترتفع 'قصبة المضمار' التاريخية شامخة في الحي القديم بمحافظة بدر الجنوب، محاطة ببقايا البيوت الطينية المنتشرة في أرجاء المكان، لتشكّل شاهدًا حضاريًّا وتراثيًّا على عمق تاريخي يعود إلى أكثر من ثلاثة قرون. وتُعد القصبة من أبرز معالم العمارة التقليدية في المنطقة، التي تزخر بالقلاع والبيوت الطينية القديمة.وبُنيت القصبة قبل أكثر من 300 عام وفق نمط 'القصبة' المعماري، وهو أحد أنماط العمارة الطينية التي تشتهر بها المنطقة، ويتميز بتصميمه الدائري القائم على قاعدة واسعة تضيق تدريجيًّا مع الارتفاع. وغالبًا ما يُستخدم هذا النمط في وسط القرى لمراقبة الحقول والمزارع، ويُطلق على هذه الأبنية مسمى 'الأبراج' نظرًا لتشابهها مع أبراج الحراسة.

وتتكون قصبة المضمار من سبعة أدوار، وتشرف على القرية القديمة ووادي بدر الجنوب، إضافة إلى جبل 'القهرة'، وقد خضعت مؤخرًا لأعمال ترميم بإشراف من هيئة التراث في المنطقة، حفاظًا على هويتها التاريخية والمعمارية.

وأوضح نائب رئيس جمعية الآثار والتاريخ بمنطقة نجران، مانع ناجي آل سعد، أن محافظة بدر الجنوب تزخر بعدد من المواقع التراثية المهمة، من بينها بيوت الطين القديمة و'قلعة القشلة' الواقعة على قمة جبل القهرة، والتي تُطل على مركز المحافظة من جميع الجهات، وتوفر مشهدًا بانوراميًّا رائعًا للقرية القديمة. وتبرز بالقرب منها 'القصبة'، التي تتوسط المنازل القديمة وتشكّل برجًا دائريًّا عاليًا بُني لحماية القرية ومراقبتها.

وأضاف 'آل سعد' أن المحافظة تضم معالم أثرية أخرى مثل قصر 'الثغر'، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عهد الدولة السعودية الأولى، وقد أُنشئ بأمر من الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد عام 1221هـ. ويُعد القصر تحفة حجرية مكونة من أربعة أدوار، ويحيط به سور حجري كبير يتوسطه برج مراقبة وبئر عميقة.

وتواصل هيئة التراث جهودها في المحافظة على المباني التراثية والمواقع الأثرية في المنطقة، من خلال التوثيق والتسجيل في السجل الوطني للآثار، وأعمال الترميم والتأهيل، سعيًا لحماية هذا الإرث الوطني وتعزيز حضوره في المشهد الثقافي للمملكة.