اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
لقي ما لا يقل عن تسعة أشخاص حتفهم في أنحاء أوروبا هذا الأسبوع جراء موجة حر شديدة تُوصف بـ'القاتل الصامت'، وسط تحذيرات طبية من ارتفاع الإصابات الناجمة عن الإجهاد الحراري وتزايد الضغوط على خدمات الطوارئ.
في إيطاليا، سُجلت خمس حالات وفاة على الأقل بسبب الحرارة المرتفعة التي تجاوزت 38 درجة مئوية في بعض المناطق، ما دفع السلطات إلى إصدار إنذارات حمراء في 17 مدينة رئيسية، بينها روما وميلانو، كما فُرض حظر على العمل في الهواء الطلق خلال فترات بعد الظهر في عدة أقاليم.
وذكرت تقارير محلية أن العامل المغربي إبراهيم آيت الحجام (47 عامًا) توفي أثناء عمله في صب الخرسانة تحت الشمس الحارقة في مدينة بولونيا، التي كانت تخضع لتحذير من الدرجة القصوى. كما أُفيد بوفاة رجلين تجاوزا الستين على شواطئ سردينيا، وتوفيت امرأة (53 عامًا) في باليرمو بعد تعرضها للإغماء في الشارع، وكانت تعاني مسبقًا من مشكلات قلبية.
رئيس جمعية الطب الطارئ الإيطالية، الدكتور أليساندرو ريكاردي، صرّح بأن دخول المرضى إلى أقسام الطوارئ ارتفع بنسبة 10%، وتجاوز 20% في بعض المناطق مثل سردينيا، مرجعًا الزيادة إلى تدهور الحالات المرتبطة مباشرة بالحرارة الشديدة.
وأشار خبراء إلى أن موجات الحر، التي تودي بحياة الآلاف سنويًا، تؤثر بشكل خاص على القلب والكلى، وقد تتسبب في فشل الأعضاء، نوبات قلبية، أو سكتات دماغية، لاسيما لدى الفئات الضعيفة صحيًا.
في السياق ذاته، قال الدكتور أكشاي ديراس من جامعة ريدينغ البريطانية إن 'موجات الحر قاتلة بطبيعتها'، موضحًا أنها قد تؤدي إلى الجفاف والإرهاق الحراري والسكتات الحرارية القاتلة، ودعا إلى معاملتها بجدية توازي الكوارث المناخية الأخرى مثل العواصف العنيفة.
وتتواصل درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا، إذ بلغت 39 درجة مئوية في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتسببت في انقطاع الكهرباء بمناطق في وسط البلاد بسبب زيادة الطلب على التكييف، إلى جانب خسائر زراعية تمثلت في احتراق محاصيل وتراجع إنتاج الألبان.
في إسبانيا، تجاوزت الحرارة 46 درجة مئوية في مدينة ولبة، وسُجلت وفاة عامل نظافة في برشلونة يُعتقد أنها مرتبطة بالإجهاد الحراري، بينما أبلغت مناطق إكستريمادورا وقرطبة عن وفيات مشابهة. أما في فرنسا، فقد أُبلغ عن حالتي وفاة مؤكدتين، بالإضافة إلى نقل 300 شخص إلى المستشفيات.
ألمانيا بدورها واجهت حرائق غابات في ولايتي براندنبورغ وساكسونيا الشرقية، مع تسجيل درجات حرارة قاربت 40 درجة مئوية في بعض المناطق، وسط إجراءات للحد من استخدام المياه.
ورغم أن ذروة موجات الحر عادةً ما تكون في يوليو وأغسطس، إلا أن هذه الموجة بدأت في يونيو، وهو ما أثار قلقًا واسعًا لدى السلطات الأوروبية.
وقالت سامانثا بورغيس، خبيرة المناخ في المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية، إن هذه الموجة المبكرة تعرّض ملايين الأوروبيين لمستوى عالٍ من 'الإجهاد الحراري'، مشيرة إلى أن التغير المناخي يسهم في جعل موجات الحر أكثر تكرارًا، أشدّ وطأة، وتمتد على نطاق جغرافي أوسع.
وتُظهر دراسات أن أوروبا فقدت نحو 61 ألف شخص بسبب موجة الحر عام 2022، والتي اعتُبرت حينها الأشد حرارة في تاريخ القارة، ما يعزز المخاوف من تكرار هذه السيناريوهات مع استمرار ارتفاع حرارة الأرض، التي زادت بمقدار 1.3 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، وقد تصل إلى 3 درجات بحلول نهاية القرن الحالي.