اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في مواجهة تفتح جراحًا لم تندمل منذ عقود، أعلنت الحكومة الأيرلندية، الأربعاء، عن إطلاق 'تحقيق استكشافي' يستمر 16 أسبوعًا في جرائم الجراح السابق مايكل شاين، المتهم بالاعتداء الجنسي على مئات المرضى. لكن الصدمة الحقيقية لم تكن في القرار الحكومي فحسب، بل في 'الوقاحة' التي واجه بها الجراح التسعيني ضحاياه، وقصص الرعب التي تكشفت تفاصيلها لأول مرة.
تأتي هذه الخطوة التي بدأتها وزيرة الصحة جينيفر كارول ماكنيل بتعيين مستشار قانوني لقيادة التحقيق، لتسليط الضوء على ممارسات استمرت 30 عامًا قضاها شاين في مستشفى 'سيدة لورد' في دروغيدا وعيادته الخاصة، تاركًا خلفه إرثًا من الألم لا يزال حيًا في ذاكرة 387 ضحية تمثلهم مجموعات الدعم.
مقابلة 'بلا ندم': الضحايا يكذبون!
في زاوية صادمة من القصة، تمكنت الصحفية 'سيرشا ماكغاريغل' من اختراق صمت شاين (92 عامًا) في منزله بدبلن خلال شهر مايو الماضي. وبدلًا من الاعتذار، أظهر الجراح 'عدم ندم مطلق'، واصفًا ادعاءات مئات الرجال ضده بأنها 'أكاذيب'.
في تفاصيل المقابلة التي نُقلت عبر برنامج 'Behind the Story'، قال شاين ببرود: 'إنهم جميعًا يأملون في الحصول على المال.. ما أُدنت به لم يحدث'. وأضاف متبجحًا بوضعه المالي: 'حصلت على معاش تقاعدي كامل، ولم أكن بحاجة للعمل بعد التقاعد'.
وعندما سُئل عن أحد الضحايا، ادعى أنه لا يذكر سوى أنه 'قام بعلاجه وشفائه'، متجاهلًا أحكام القضاء التي أدانته بالاعتداء على 9 رجال في محاكمتين (2017 و2019) وسجنه لثلاث سنوات قبل الإفراج عنه في 2022.
الهروب من 'وحدة الحروق'
خلف هذا الإنكار، تكمن قصص مروعة تكشفت تفاصيلها مع الإعلان عن التحقيق. إحدى أكثر الشهادات إيلامًا تعود لـ 'بيتر أوكونور'، الذي نجا من تفجير إرهابي في دوندالك عام 1975 وتعرض لحروق بنسبة 93%.
أوكونور كشف أنه اضطر للهروب من المستشفى وهو في حالة حرجة، متخليًا عن جراحات تجميلية حيوية، خوفًا من العودة ليكون تحت رحمة شاين، الذي اعتدى عليه سابقًا. وقال أوكونور بمرارة: 'لقد هربت.. فضلت ذلك على أن يلمسني مرة أخرى'.
معركة العدالة الطويلة
أمام ضغط مجموعة 'Dignity4Patients' (كرامة للمرضى)، جاء التحقيق الحكومي كخطوة أولى نحو 'تحقيق قانوني شامل'. ووصفت 'أدريان رايلي'، الرئيسة التنفيذية للمجموعة، تصريحات شاين بأنها 'حقيرة تمامًا'، مؤكدةً أن الضحايا لا يبحثون عن المال، بل عن إجابة لسؤال واحد: 'من كان يعلم ولم يفعل شيئًا؟'.
وبينما يعيش شاين تقاعده المريح، يرى الضحايا في التحقيق الجديد 'بصيص أمل' لانتزاع اعتراف رسمي من الدولة بمعاناتهم، وكشف كيف سُمح لهذا 'الوحش الطبي' بالعمل لثلاثة عقود دون رادع.










































