اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٩ كانون الأول ٢٠٢٥
لم يكن ينقص تشاريتي بيليس، البالغة من العمر 40 عامًا، سوى يوم واحد لتبدأ حياتها الجديدة رسميًا، لكن القدر – وربما القصور البشري – كان له رأي آخر، ففي تطور مأساوي يطرح تساؤلات قاسية حول فعالية أوامر الحماية، عُثر على الأم وطفليها الصغيرين جثثًا هامدة داخل قصرهم الفاخر، بعد أقل من 24 ساعة من وقوفها أمام القاضي في جلسة الطلاق النهائية.
القصر الذي تحول إلى مقبرة
اكتشف نواب مأمور مقاطعة سيباستيان المأساة في حوالي الساعة 9:30 صباح يوم الأربعاء، 3 ديسمبر، عندما استجابوا لطلب إجراء 'فحص رفاهية' في المنزل الواقع في الحي 1100 بشارع 'فيرست أفينيو' في مدينة بونانزا بولاية أوريغون الأمريكية.
وفقًا لبيان الشرطة، لم يجب أحد على الباب في البداية، مما استدعى تدخل عاملين في العقار للسماح للضباط بالدخول. وهناك، داخل جدران المنزل الفسيح، وجد الضباط جثة تشاريتي وطفليها، وجميعهم مصابون بطلقات نارية قاتلة.
ورغم أن الشرطة لم تكشف عن أسماء الأطفال رسميًا، إلا أن وثائق المحكمة تؤكد أنهم من مواليد عام 2019، مما يجعل أعمارهم تقارب الـ 6 سنوات. وأكد مكتب المأمور تنفيذ أوامر تفتيش متعددة، مشيرًا إلى أن 'المقابلات جارية'، لكن دون الإعلان عن اعتقال أي مشتبه به حتى اللحظة.
9 أشهر من القتال القانوني
تعود جذور المأساة إلى ما هو أبعد من مسرح الجريمة. كشفت السجلات القضائية التي راجعتها مجلة PEOPLE أن تشاريتي كانت قد رفعت دعوى طلاق ضد زوجها، الدكتور راندال بيليس (56 عامًا)، في 5 مارس 2025.
لم يكن انفصالًا عاديًا؛ فقد تضمنت أوراق الدعوى طلبًا للحضانة الكاملة وأمر حماية، مستندة إلى اتهامات خطيرة ضد الزوج شملت 'الاعتداء الجسيم على فرد من العائلة'، و'الضرب المنزلي من الدرجة الثالثة'، وتهمتين بـ'تعريض رفاهية قاصر للخطر'. وثقت المحكمة في الملف الجنائي أن راندال قام بخنق تشاريتي وإيذاءها جسديًا في 16 فبراير 2025.
المفارقة الصارخة تكمن في الحكم القضائي الصادر في أكتوبر الماضي، حيث اعترف الزوج بتهمة 'الضرب من الدرجة الثالثة'. وكانت النتيجة حكمًا بالسجن لمدة عام 'مع وقف التنفيذ'، وغرامة مالية قدرها 1500 دولار، وأمر بعدم الاتصال بزوجته المنفصلة عنه.
كان الزوجان قد حضرا سويًا جلسة الطلاق النهائية يوم الثلاثاء، 2 ديسمبر، في محكمة مقاطعة سيباستيان، قبل يوم واحد فقط من العثور على تشاريتي وأطفالها مقتولين.
'النظام يحمي الجاني': النبوءة الموثقة
في مشهد يعكس قمة اليأس، تركت تشاريتي ما يشبه 'الوصية التحذيرية' على منصات التواصل الاجتماعي قبل أشهر من مقتلها. وفي تعليق نشرته في أغسطس 2025 على منشور إخباري محلي، كتبت تشاريتي كلمات تبدو الآن كنبوءة مرعبة.
قالت تشاريتي في تعليقها: 'أنا أعيش هذه المعركة الآن. أنا الضحية، ومع ذلك أُعامل كما لو كنت المشكلة، بينما يتم حماية المجرم – وهو طبيب محلي – من قبل النظام نفسه الذي يفترض أن يحمينا'. وأضافت أنها حاولت التواصل مع المدعي العام دانيال شو، لكنه 'رفض حتى قبول رسالة مني'.
واختتمت رسالتها بتحذير صريح: 'الأرواح على المحك، بما في ذلك حياة الأطفال الصغار… الشفافية مهمة. المساءلة مهمة. الضحايا مهمون'.
نهاية باردة لقضية ساخنة
وسط الذهول الذي يلف القضية، جاءت الخاتمة القانونية سريعة وباردة. ففي يوم الخميس، 4 ديسمبر – أي في اليوم التالي لاكتشاف الجثث – قدم محامي الزوج راندال طلبًا لإسقاط قضية الطلاق، مبررًا ذلك بعبارة قانونية مقتضبة: 'لأن المدعية توفيت'.
في المقابل، لخص جون باول، الابن الأكبر لتشاريتي، المأساة بمرارة في تصريحه لقناة KNWA FOX24 قائلًا: 'قاتلت أمي لمدة تسعة أشهر، الأشهر التسعة الأخيرة، لإنقاذ حياتها وحياة هؤلاء الصغار، ولم يحدث شيء… والآن الثلاثة في عداد الموتى'. وأضاف مؤكدًا على شجاعتها حتى اللحظة الأخيرة: 'لقد رحلت وهي تقاتل'.










































