لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
يُعدّ الصداع النصفي من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً، حيث يتسبب في ألم نابض قد يمتد لساعات ويؤثّر بشكل مباشر على القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية. ورغم أن العلاجات الدوائية تبقى جزءاً أساسياً من التعامل مع هذا المرض، إلا أن الممارسات الذهنية مثل رياضة التأمل بدأت تحظى باهتمام متزايد باعتبارها وسيلة مساعدة للتخفيف من الأعراض والحدّ من تكرار النوبات.
التأمل وتقليل محفّزات الصداع النصفي
يُعدّ التوتر من أبرز العوامل التي تشعل نوبات الصداع النصفي أو تزيد حدتها. وهنا يظهر دور التأمل، الذي يعتمد على تهدئة النشاط العصبي، وتنظيم التنفس، والتركيز على اللحظة الحالية. هذه الممارسة الذهنية تُسهم في تخفيض مستويات التوتر، ما ينعكس مباشرة على خفض احتمالية حدوث نوبات الصداع. ومع الوقت، قد يساعد اتباع التأمل بانتظام على بناء قدرة ذهنية وجسدية أكبر لمقاومة الضغوط اليومية التي تغذي الصداع النصفي.
ما الذي تقوله الدراسات العلمية؟
تشير أبحاث حديثة إلى أن التأمل يمكن أن يكون جزءاً فعّالاً من خطة الوقاية من الصداع النصفي. فقد أظهرت دراسات اعتمدت على برامج قائمة على التأمل الذهني أنّ المشاركين شهدوا انخفاضاً ملحوظاً في عدد أيام الصداع، مقارنةً بأشخاص اتبعوا تقنيات تقليدية لإدارة التوتر. كما بيّنت تجارب أخرى أن الانتظام في ممارسة التأمل لأسابيع قليلة فقط قد يؤدي إلى انخفاض في تكرار النوبات وتقليل الحاجة للأدوية المسكّنة.
أما أثناء النوبة نفسها، فرغم أن الأبحاث ما تزال محدودة، فإن بعض النتائج الأولية تشير إلى أن جلسات التأمل القصيرة قد تساعد على تخفيف حدّة الألم عبر تهدئة الجهاز العصبي وتقليل الاستجابة الانفعالية للألم.
كيفية ممارسة التأمل لمرضى الصداع النصفي
لا يحتاج التأمل إلى تجهيزات خاصة أو خبرة مسبقة. يمكن البدء عبر تخصيص مكان هادئ، الجلوس براحة، وإغلاق العينين مع التركيز على التنفس العميق. تستغرق الجلسة القصيرة نحو 5 إلى 10 دقائق في البداية، على أن تزداد تدريجياً مع الوقت. وتُعدّ المداومة أهم عنصر في تحقيق النتائج، إذ إن الفوائد تظهر عادةً بعد أسابيع من الممارسة المستمرة. ويمكن تجربة أشكال مختلفة من التأمل مثل التأمل الذهني أو الجلسات الموجّهة، وصولًا إلى تمارين الاسترخاء المتدرّج حسب ما يناسب الشخص.




























