اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١١ كانون الأول ٢٠٢٥
في شوارع مدينة 'هرات' غربي أفغانستان، قرر أربعة شباب استحضار أجواء مدينة برمنغهام الإنجليزية في عشرينيات القرن الماضي، متقمصين شخصيات مسلسل الجريمة الشهير 'بيكي بلايندرز' (Peaky Blinders). لكن محاولتهم لمحاكاة أناقة عائلة 'شيلبي' الإجرامية ببدلاتهم الداكنة وقبعاتهم المسطحة المميزة، اصطدمت بقبضة حركة طالبان الحاكمة.
الشباب الذين تحولوا إلى ظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدوا أنفسهم في مواجهة مع وزارة 'الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'، التي رأت في مظهرهم 'تعارضًا مع القيم الأفغانية والإسلامية'.
من 'تيك توك' إلى التحقيق
بدأت القصة حين انتشرت مقاطع فيديو للمجموعة وهم يسيرون في شوارع مدينتهم بثقة، مرتدين المعاطف الطويلة والقبعات المسطحة التي اشتهر بها الممثل 'كيليان مورفي' في دور 'توماس شيلبي'.
حققت المقاطع أكثر من مليون مشاهدة على تطبيق 'تيك توك'، حيث نشر أحدهم الفيديوهات مستخدمًا اسم شخصية 'توماس شيلبي'.
هذا الانتشار الواسع لفت انتباه السلطات في كابول. ووفقًا للتقارير، تم توقيف الشباب من منطقة 'جبريل' في ولاية هرات، بتهمة الترويج لثقافة غريبة.
طالبان: 'أنقذنا البلاد من الثقافات السيئة'
علق سيف الإسلام خيبر، المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان، على الواقعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا موقف الحركة الصارم.
وقال: 'تم ضبطهم وهم يروجون لثقافة الشاشات ويقلدون ممثلي الأفلام في هرات، وقد تم البدء في برنامج لإصلاحهم'.
وأضاف المتحدث مبررًا الإجراء: 'الحمد لله، نحن كمسلمين وأفغان لدينا ديننا وثقافتنا وقيمنا الخاصة. لقد أنقذنا هذا البلد من الترويج للثقافات السيئة من خلال تضحيات عظيمة، والآن نحن ندافع عنه'.
نصح لا اعتقال
رغم حدة التصريحات الأولية، أوضح 'خيبر' في تصريح لشبكة 'سي بي إس' (CBS) أن الشباب لم يتعرضوا للاعتقال بمفهومه التقليدي، بل تم 'استدعاؤهم ونصحهم ثم إطلاق سراحهم'، في إشارة إلى خضوعهم لجلسات توجيهية تماشيًا مع سياسة الحركة.
'الناس أعجبوا بأسلوبنا'
قبل تدخل السلطات، كان الشباب يعيشون حالة من النشوة بسبب التفاعل الشعبي. ففي مقابلة أجريت في نوفمبر الماضي على قناة 'هرات مايك' (Herat Mic) على يوتيوب، عبر الشباب عن سعادتهم بردود الفعل الإيجابية من السكان المحليين.
وقال الشاب 'يعقوبي'، أحد أفراد المجموعة: 'في البداية، كانت لدينا شكوكنا، ولكن بمجرد أن خرجنا، وجدنا أن الناس أعجبوا بأسلوبنا، واقتربوا منا في الشوارع، وطلبوا التقاط الصور معنا'.
وأضاف: 'على الرغم من بعض الملاحظات السلبية القليلة، ظل تركيزنا منصبًا على الامتنان الذي أظهره الناس تجاهنا'.
تأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء مجددًا على الصراع الثقافي في أفغانستان، حيث يحاول جيل من الشباب المتصل بالإنترنت التعبير عن نفسه، في وقت تسعى فيه طالبان لفرض رؤيتها الصارمة للمجتمع وعزل ما تعتبره 'تأثيرات غربية'.










































