اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
أعلن فريق بحثي من معهد تروتييه لأبحاث الكواكب الخارجية عن اكتشاف كوكب جديد يحمل خصائص قد تجعله صالحًا للحياة، ويقع على بعد 35 سنة ضوئية فقط من كوكبنا.
وقد رُصد هذا الكوكب، الذي أُطلق عليه اسم 'L 98-59 f'، بواسطة تلسكوب 'تيس' الفضائي التابع لوكالة 'ناسا'، ويعد خامس كوكب يُكتشف في نظام نجمي يدور حول نجم قزم أحمر يعرف باسم 'L 98-59'.
ويُصنَّف الكوكب المكتشف حديثًا ضمن 'المنطقة الصالحة للحياة'، حيث يمكن للماء أن يبقى في حالته السائلة، كما أنه يتلقى كمية من الإشعاع النجمي تُعادل تقريبًا ما تستقبله الأرض من الشمس.
وكان هذا النظام يُعرف سابقًا باحتوائه على أربعة كواكب فقط، غير أن تحليلاً دقيقًا للبيانات التي جمعتها التلسكوبات الأرضية والفضائية كشف عن وجود الكوكب الخامس.
واللافت أن 'L 98-59 f' لم يُرصد عبر عبوره بين نجمه والأرض، كما هو الحال عادة، بل تم اكتشافه عبر تتبع تغيرات دقيقة في حركة النجم، ما يدل على تطور ملحوظ في أدوات وطرق رصد الكواكب الخارجية.
ويمثل هذا النظام الكوكبي نموذجًا فريدًا من التنوع؛ إذ تشير الدراسات الأولية إلى أن أحد الكواكب القريبة من النجم يتمتع بخصائص مشابهة للأرض، إذ يبلغ حجمه نحو 84% من حجمها، ما يجعله هدفًا واعدًا للدراسات المستقبلية حول إمكانية وجود حياة عليه.
أما الكوكبان التاليان في الترتيب من حيث البُعد عن النجم، فهما يتمتعان بنشاط جيولوجي يشبه قمر 'آيو' التابع لكوكب المشتري، المعروف بسطحه البركاني شديد الفعالية، ما يوفر بيئة مثالية لدراسة البراكين النشطة في العوالم الخارجية.
وفي منتصف هذا التكوين الكوكبي، يقع كوكب رابع غامض يُعتقد أنه 'عالم مائي' تغمره المحيطات من كافة جوانبه، مما يفتح الباب أمام فرضيات حول إمكانية احتواء مثل هذه البيئات على أشكال غير تقليدية من الحياة.
ويعتزم الفريق البحثي استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي خلال الفترة المقبلة لاستكشاف تفاصيل هذا النظام الغني، والإجابة عن أسئلة جوهرية تتعلق بتكوين الكواكب الصخرية، وإمكانية احتفاظها بأغلفة جوية، خاصة حول النجوم القزمة الحمراء.
هذا الاكتشاف، إلى جانب القرب النسبي للنظام من الأرض، يجعل من 'L 98-59' واحدًا من أكثر الأنظمة الكوكبية إثارة للاهتمام في سياق البحث عن الحياة خارج كوكبنا.