اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الرياض -' الرياض'
اشادت وزيرة الخارجية الفلسطينية الدكتورة فارسين شاهين بالدور الدبلوماسي والإنساني المتنامي للهند في الشرق الأوسط واصفة نيودلهي بأنها صديق موثوق وعامل مهم لبناء جسور للسلام بين اسرائيل وفلسطين ' وفق قولها . وفي مقابلة حصرية مع قناة 'إن دي تي في' الهندية مؤخراً قالت الدكتورة شاهين إن تاريخ الهند في الدبلوماسية المتوازنة والقيادة الأخلاقية يمكن أن يكون محورياً في احياء حل الدولتين.
في حين استذكرت شاهين دعم الهند الطويل الأمد لفلسطين مشيراً إلى أن نيودلهي اعترفت بمنطقة التحرير الفلسطينية في سبعينات القرن الماضي وفي الوقت نفسه صوتت ضد خطة التقسيم التي اقرتها الأمم المتحدة عام 1947م قائلة ' أن علاقاتنا مع الهند تمتد لعقود وقد شهدنا مواقف الهند الداعمة لفلسطين في الأمم المتحدة من خلال المساعدات الإنسانية ليس فقط بالقول بل عبر التنمية الفعلية والهادفة.
كما اشارت الدكتورة شاهين إلى مشاريع الهند الجارية في مجالات تكنولوجيا المعلومات، وتمكين المرأة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها في جيمع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة معتبرة اياها دليلاً على التزام الهند العملي وقالت ' عندما أتجول في رام الله، ارى بصمة الهند في كل مكان من المدارس إلى العيادات ومراكز التكنولوجيا كلها تظهر دعم الهند للشعب الفلسطيني وتشير إلى أن الصداقة ليست موسمية بل تاريخية'.
وتحدثت عن دور الهند البارز في إعادة إعمار غزة التي لحقت بالدمار الشامل بعد اشهر من الحرب معربة عن املها في أن تلعب الهند دوراً محورياً في جهود اعادة الإعمار وتحقيق الإستقرار في الوقت الذي اشارت فيه الإطار الدولي المرتقب لإعادة اعمار غزة حيث يمكن أن تكون الخبرة التقنية والتنموية للهند ذات اثر قوى قائلة ' انه يمكن للهند المساهمة في اعادة اعمار غزة في مجالات الإسكان والطاقة والبنية التحتية الرقمية والصحة ' مضيفة ' هذا هو المكان لتثبت للهند كشريك انمائي عالمياً أن تلامس حياة الفلسطينيين بشكل مباشر' على حد صفها .
كما ايدت الدكتورة شاهين دعوة الهند لتحقيق السلام عبر الحوار وهي رددت تصريح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة مجموعة العشرين في بالي عام 2022م حين قال ' هذه ليست حقبة حروب' وهذا الشعور يعبر تماماً عما نحتاج إليه في وقتنا الحاضر . من السهل اشعال الحروب لكن الشجاعة الحقيقية تكمن في صنع السلام . فنأمل أن تستغل الهند نفوذها لدفع جميع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات '.
وتحدثت عن المخاوف بشأن تنامي العلاقات بين الهند واسرائيل وهي اتخذت نبرة واقعية قائلة ' نحن نتفهم علاقات الهند المستقلة مع كلا البلدين لكننا نثق ايضاً بأن الدبلوماسية الهندية تسترشد بالقانون الدولي مع احترام حقوق الإنسان في حين أن قدرة الهند على التواصل مع الجانبين يمكن أن تجعلها وسيطاً موثوقاً ذو مصداقية فلا نرى علاقات الهند مع اسرائيل تهديداً بل على العكس نعتبرها فرصة للهند للتأثير على اسرائيل نحو السلام ' على حد اعتبارها .
وفيما يتعلق بقضية الإرهاب، ادانت شاهين بحزم جميع اشكال العنف سواء في الهند أو في الشرق الأوسط لكنها دعت المجتمع الدولي إلى معالجة الأسباب الجذرية للتطرف . وقالت ' يجب علينا أن نرفض الإرهاب في كل مكان في كشمير أو في غزة أو أوروبا، لكن تجاهل الاحتلال والظلم لا يؤدى الا مزيداً من العنف مضيفة أنه لن يتحقق السلام بالسلاح بل من خلال العدالة والحوار.
وفي الوقت نفسه، دعت الدكتورة شاهين إلى ارسال قوة استقرار إلى غزة بتفويض من الأمم المتحدة كإجراء مؤقت لإعادة النظام وتمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة الحكم بفاعلية. كما اكدت شاهين أنه على المدى الطويل ، لا يمكن استعادة الشرعية والإستقرار الا من خلال انتخابات حرة والوحدة السياسية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. واختتمت كلمتها برسالة مليئة بالأمل حول دور الهندي المهم في المرحلة المقبلة من الدبلوماسية .










































