اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
جدة - صلاح الشريف
في ليلة ارتفع فيها الضوء إلى مقام الشعر، وبدت فيها جدة بثوبها الثقافي الفاخر، احتضنت جمعية الثقافة والفنون بجدة أمسية شعرية استثنائية احتفت بالشاعر علي عيظة، متوجةً حضوره بوسام الإبداع تقديرًا لمسيرته الأدبية وإسهاماته الثرية في المشهد الثقافي السعودي.
الريادة الثقافية
منذ أكثر من خمسين عامًا، تشكل جمعية الثقافة والفنون أبرز منارات الإبداع في المملكة، وبيتًا أولَ احتضن المواهب وعبر منه الفن السعودي إلى فضاءات أوسع.
وقد حمل دفتها عند التأسيس الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن، الذي منح الجمعية روحًا شاعرية وملامح رؤية بقيت راسخةً في ذاكرة الإبداع، لتواصل الجمعية بعده مسيرتها في احتضان الفنون وبناء الوعي الجمالي وتقديم مبادرات رائدة في الشعر والموسيقى والفنون البصرية والمسرح.
مركاز الشعر
اكتظ مسرح الجمعية بالحضور من عشاق الشعر والمهتمين بالفنون، في مشهد يعكس شغف جدة بعودة الأمسيات الشعرية ذات الحضور النوعي. واستهل الأمسية الإعلامي القدير والمستشار الثقافي مهدي الزهراني بكلمة ترحيبية أكد فيها أن مبادرة مركاز الشعر أعادت بريق الأمسيات إلى جدة، مدينة طالما جعلت من القصيدة نافذتها الأولى إلى الجمال.
لغة الجمال
أطل الشاعر علي عيظة بنصوص تتوزع بين الوطنية والوجدانية والعاطفية، وقدم قصائده بإيقاع يتوهج صدقًا وصورٍ تحلق بالجمال.
وبدأ الأمسية بقصيدته الوطنية الشهيرة التي سبق أن ألقاها أمام صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود، والتي قال بعدها الأمير عبارته الخالدة «عز الله شاعر» وهي العبارة التي أصبحت منذ ذلك اليوم وسامًا معنويًا يرافق مسيرة الشاعر ويضيء تجاربه.
خشبة المسرح
أضفت الفقرة الغنائية على الأمسية روحًا فنية مكتملة الأبعاد، حيث شهد المسرح حضور صوتٍ صاعد يخطو بثبات نحو الضوء. فقد غنى الموهوب محمد شفيق لأول مرة على مسرح الجمعية مقدمًا أعمالًا لاقت إعجاب الحضور، من بينها «مالحد منه.. الله اللي عزنا»، و»سلم عليه بعينك»، في أداء حمل ملامح الإرث الموسيقي الذي تركه جده الموسيقار الراحل محمد شفيق، فكان الصوت امتدادًا حيًا لذاكرة موسيقية راسخة.
كما شارك الفنان محمد الموسى بإحساس عذب قدم فيه إحدى روائع الفنان طلال سلامة، مضيفًا حضورًا صوتيًا أعاد تشكيل اللحظة بين الشعر والموسيقى في لوحة فنية متكاملة.
قامة شعرية
وفي ختام الأمسية، عبر مدير الجمعية الأستاذ محمد آل صبيح عن تقديره للشاعر علي عيظة، مشيدًا بدوره في ترسيخ القيم الجمالية وبناء وعي شعري يرتقي بالذائقة. ثم جرى تتويج الشاعر بوسام الإبداع بحضورالأستاذ عبدالخالق الزهراني مدير عام فرع وزارة الإعلام بمنطقة مكة المكرمة، والإعلامي القدير سلامة الزيد رئيس الهيئة الاستشارية بالجمعية.
لتختتم الليلة بصورة يتعانق فيها الشعر بالضوء ويغادر الحضور وهم يستعيدون صدى العبارة التي صارت عنوان الأمسية وروحها.
«عز الله شاعر»
عبارة أضاءت سماء العروس، ووسمت واحدة من أجمل ليالي الشعر في جدة، مدينةٍ لا تزال تجمع الضوء بالحرف منذ خمسين عامًا وما تزال.










































