اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن إزالة الغابات الاستوائية لم تعد مجرد أزمة بيئية، بل تحولت إلى تهديد مباشر لحياة الملايين، إذ تبين أن ما يقارب 39% من الوفيات السنوية المرتبطة بالطقس شديد الحرارة وموجات الحر في المناطق الاستوائية تعود بشكل مباشر إلى تدمير الغابات في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ووفقًا لبيان صادر عن جامعة ليدز البريطانية، أكدت الباحثة كارلي ريدينغتون أن حماية الغابات الاستوائية لم تعد ترفًا بيئيًا، بل ضرورة صحية، موضحة أن الاحتفاظ بالغطاء الأخضر يساهم في خفض درجات الحرارة في المناطق المأهولة ويقلل بشكل ملموس من مخاطر الموجات الحارة القاتلة.
وكشفت الدراسة، التي حللت التغيرات في الغطاء الغابي ودرجات الحرارة بين دائرتي عرض 25 شمالًا و25 جنوبًا، أن مناطق مثل بيراو في جزيرة كاليمانتان الإندونيسية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة بلغ 0.86 درجة مئوية خلال العقدين الماضيين نتيجة إزالة الغابات.
كما بيّنت النتائج أن التأثير امتد إلى مساحات شاسعة من الأمريكيتين، أوراسيا وإفريقيا، حيث يعيش نحو 345 مليون شخص، وسجلت زيادة متوسطة في درجات الحرارة بلغت 0.27 درجة مئوية، ما انعكس في ارتفاع كبير بعدد الوفيات المرتبطة بالحر الشديد.
وقدّر العلماء أن عدد الوفيات ارتفع بمعدل 28 ألف حالة إضافية سنويًا بسبب إزالة الغابات، أي ما يعادل نحو 39% من إجمالي الوفيات الناتجة عن موجات الحر في المناطق الاستوائية.
وكانت الضربة الأقسى في جنوب شرق آسيا، حيث بلغت الزيادة 43% نتيجة الكثافة السكانية العالية ونسبة كبار السن.
وتُعد كل من إندونيسيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية والبرازيل الأكثر تضررًا، حيث أثرت إزالة الغابات على حياة ما بين 21 و49 مليون شخص. كما سجلت بعض الدول الإفريقية، مثل تنزانيا، تضاعفًا في أعداد الوفيات الناجمة عن موجات الحر.
ويأمل الباحثون أن تسهم هذه النتائج في دفع الحكومات وصنّاع القرار إلى تبني سياسات أكثر صرامة لمكافحة إزالة الغابات والحد من تداعياتها المناخية والصحية التي تهدد حياة الملايين حول العالم.