اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
هدأ نشاط بركان هايلي جوبي الخامد منذ أمد طويل في إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، بعدما ثار في مطلع الأسبوع مخلفا سلسلة من الدمار في القرى القريبة منه، وتسبب في إلغاء لرحلات طيران بعدما أعاقت أعمدة الدخان الرحلات في مسارات الطيران المرتفعة.
وغطى الرماد القرى في منطقة أفديرا بإقليم عفار، وقال مسؤولون إن السكان كانوا يسعلون، واكتست الحشائش التي ترعاها الماشية والمياه التي تشربها بالرماد تماما.
وألغت شركات الطيران عشرات الرحلات المقرر لها أن تحلق فوق المناطق المتضررة، فيما قالت إدارة الأرصاد الجوية إن من المتوقع أن تتبدد سحب الرماد اليوم.
وتم إلغاء عدد من الرحلات المحلية والدولية في الهند أو تغيير مسارها اليوم، بعد ثوران البركان، حيث نفث أعمدة من الرماد في الجو تناثرت في مناطق بالمجال الجوي الهندي.
لماذا تنشط البراكين في إثيوبيا؟
ولكن يبقى السؤال، لماذا تنشط البراكين والزلازل في إثيوبيا تحديدا؟ البركان الذي كان خامدا منذ نحو 12 ألف سنة وانفجر أول أمس، يقع داخل منطقة تُعرف بوادي الصدع، وهي منطقة في شرق إفريقيا تبدو فيها القشرة الأرضية وكأنها 'متشققة' بسبب الحركات التكتونية المستمرة.
وبحسب علماء الجيولوجيا، تُعد هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق نشاطًا للبراكين والزلازل من الناحية الجيولوجية، إذ تلتقي فيها صفائح تكتونية من تلك التي تُكوّن القشرة الأرضية.
والصفائح التكتونية هي قطع ضخمة من القشرة الأرضية تشبه لوحات كبيرة تطفو فوق طبقة شبه منصهرة داخل الأرض، وهذه الصفائح تتحرك ببطء شديد، وحركتها هي التي تسبب الزلازل والبراكين وتشكّل الجبال والقارات.
وبما أن هذه الصفائح في حركة دائمة، تظهر شقوق جديدة ويحدث نشاط زلزالي واندلاع براكين، ما يجعل المنطقة شديدة الاضطراب جيولوجيًا.
مثلث عفر أخطر المناطق الجيولوجية
وتقع إثيوبيا فوق منطقة تُسمّى 'مثلث عفر'، وهي من أخطر المناطق الجيولوجية على سطح الأرض، بسبب التقاء ثلاث صفائح تكتونية فيها: النوبية، والعربية، والصومالية، وهذه الصفائح تتباعد عن بعضها تدريجيًا.
منطقة عفر، الواقعة شمال إثيوبيا، هي مركز نظام صدعي على شكل حرف 'Y'، حيث يتمدّد الغلاف الصخري القاري ويتشقق، فيتسبب بترقق القشرة الأرضية وتفتحها ومن ثم تندفع الحمم إلى السطح.
منطقة عفر وتفتت القارة الإفريقية
منطقة عفر تُعد مثالًا حيًا على تفتت القارة الإفريقية؛ إذ تشهد صدوعًا وخنادق وبراكين متكررة، وتتميز بقشرة أرضية رقيقة لا تتجاوز 15 إلى 20 كيلومترًا، ما يؤدي إلى ظواهر فريدة مثل لهب الكبريت الأزرق، والينابيع الحمضية الساخنة، وبراكين الملح مثل دالول التي تشكلت بفعل تفاعلاتٍ بين الحمم ورواسب التبخر.
وقد اكتشف علماء الجيولوجيا ما يشبه 'نبضًا أرضيًا' عميقًا، يشبه نبض القلب، عبارة عن تدفقات دورية من الصخور المنصهرة ترتفع من أعماق الأرض إلى صميم منطقة عفر.
ووفقًا للعلماء، يشير هذا إلى أن القارة الإفريقية تتفتت تدريجيًا، وقد يتكون محيط جديد يفصل القارة إلى جزءين في المستقبل الجيولوجي البعيد.
ويرى الباحثون أن ما يحدث في هذه المنطقة يمنح العلماء فرصة نادرة لفهم كيفية تشكل المحيطات وكيف تتغير ملامح القارات.
ومع استمرار تمدد القشرة، يُتوقع أن ينفصل الجزء الشرقي من إفريقيا—الذي يضم كينيا وإثيوبيا وتنزانيا والصومال وأجزاء من موزمبيق—عن باقي القارة، مكوّنًا قارة جديدة ومحيطًا ناشئًا يصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.










































