اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، بدأ موقع 'فيسبوك' باختبار ميزة جديدة تُعرف باسم 'المعالجة السحابية للصور'، تتيح للشركة تحميل صور ومقاطع فيديو من هواتف المستخدمين بما فيها تلك التي لم يتم نشرها على المنصة إلى خوادمها، ما أثار موجة من المخاوف حول الخصوصية واستخدام البيانات الشخصية.
تظهر الميزة على شكل نافذة منبثقة لبعض المستخدمين عند محاولة تحميل قصة جديدة على 'فيسبوك'، وتقترح تفعيل خاصية 'المعالجة السحابية'.
بمجرد الموافقة، تبدأ المنصة في مسح شامل لمعرض الصور ومقاطع الفيديو على الهاتف، وتحميلها بانتظام إلى خوادم 'ميتا'، الشركة المالكة لفيسبوك، دون إشعار متكرر أو توضيح وافٍ.
ورغم أن الشركة تدّعي أن الميزة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم من خلال تقديم محتوى مخصص وفلاتر ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل تخصيص القصص للمناسبات الخاصة كأعياد الميلاد أو حفلات التخرج، فإن طريقة عمل الميزة وما تمنحه من صلاحيات للمنصة يثير القلق.
النقطة التي أثارت القلق الأكبر كانت غياب الشفافية. فلم تُصدر 'ميتا' إعلانًا رسميًا عن الميزة، كما لم تنشر أي شرح تفصيلي حولها على مدونتها، باستثناء صفحة مساعدة صغيرة موجهة لمستخدمي نظامي 'أندرويد' و'iOS'.
ويخشى خبراء الخصوصية من أن المستخدمين قد يوافقون على تفعيل الميزة دون إدراك أن ذلك يمنح الشركة حق الوصول إلى كامل ملفاتهم المصورة، بما يشمل لقطات شخصية، وثائق حساسة، صور عائلية، وحتى تسجيلات لم تتم مشاركتها على أي منصة.
بمجرد تحميل الصور، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي لدى 'ميتا' تحليل بياناتها، بما في ذلك تاريخ الالتقاط، الموقع الجغرافي، ملامح الوجه، والمحتوى البصري داخل الصورة.
وبهذه الطريقة، يمكن استخدام تلك البيانات لتحسين أدوات الذكاء الاصطناعي، وربما تدريب نماذج مستقبلية.
ورغم أن 'ميتا' تؤكد حاليًا أن هذه الصور لا تُستخدم لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أنها لم تستبعد هذا الاستخدام لاحقًا، كما لم توضح تمامًا حقوق الشركة في استخدام هذه الصور مستقبلاً، مما يضع المستخدمين في منطقة رمادية قانونيًا وتقنيًا.
تؤكد الشركة أن تفعيل الميزة اختياري، وأن بإمكان المستخدمين تعطيلها من الإعدادات في أي وقت. كما توضح أن الصور غير المنشورة التي تم تحميلها تُحذف من خوادمها خلال 30 يومًا من إيقاف الخدمة.
لكن هذا الطرح لم يُقنع كثيرين، خاصة أن ظهور الميزة كان مفاجئًا، ووصفها لم يكن واضحًا بما يكفي لتنبيه المستخدم إلى حجم البيانات التي سيوافق على مشاركتها.