اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٥ أذار ٢٠٢٥
منذ بداية الشهر الفضيل، أطلقت الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، لأول مرة، تجربة تشغيلية جديدة لخدمة التحلل من النسك، إيذانًا بخروج المعتمرين من الإحرام داخل صحن المطاف، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتحسين الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين وتيسير أداء المناسك، وفق رؤية 2030.
ما هي خدمة التحلل من النسك؟
تتيح الخدمة الجديدة للمعتمرين حلق رؤوسهم أو تقصير شعرهم عند 5 محطات مخصصة مقابل منطقة المروة، مع إمكانية تعديل مواقعها وفق الحاجة لتجنب الازدحام.
يشرف على هذه المحطات مختصون يستخدمون معدات معقمة بالكامل، لضمان جودة الخدمة وفق أعلى معايير السلامة.
وقد كشفت الهيئة عن استفادة أكثر من 150 ألف حاج ومعتمر من هذه الخدمة منذ بداية الشهر الفضيل، حيث تمت عبر 112 مقدم خدمة و12 عربة مجهزة بأحدث أدوات التعقيم، ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى توفير أعلى معايير الراحة والأمان لضيوف الرحمن.
التحلل من النسك.. خطوة أساسية في العمرة
محمد عسيري، المختص في شؤون الحج والعمرة والباحث في الدراسات الشرعية، أوضح – في تصريحات صحفية – أن التحلل من الإحرام بعد الانتهاء من المناسك يُعد خطوة أساسية في إتمام العمرة، حيث يُسن للرجال الحلق أو التقصير بعد الفراغ من السعي بين الصفا والمروة، بينما تكتفي النساء بقص جزء يسير من الشعر، اتباعًا لسنة النبي محمد ﷺ.
اقرأ أيضًا: 150 ألف مستفيد من خدمة التحلل من النسك في رمضان
وأشار عسيري إلى أن هذه الخطوة لا تقتصر على الجوانب الشكلية، بل تحمل معاني روحية عميقة، إذ ترمز إلى التطهر والتجدد، وتعكس الامتثال لأوامر الله وسنة نبيه، ما يجعلها لحظة فرح وراحة بعد أداء العبادة.
إشادات واسعة بالخدمة والتسهيلات المقدمة
وقد أشاد المعتمرون الذين استفادوا من الخدمة بهذه المبادرة، معتبرين أنها 'امتداد للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن'، وأكدوا أن هذه الخدمة تساهم في تسهيل أداء المناسك وتوفير تجربة روحانية مميزة، مع تحقيق أعلى معايير الجودة والراحة.
توسع في الخدمات وتطوير منظومة النقل داخل الحرم
في سياق متصل، أوضحت إحصاءات الهيئة تزايدًا ملحوظًا في استخدام خدمات النقل داخل الحرم، حيث بلغ عدد المستفيدين من العربات المختلفة خلال 21 يومًا من رمضان 837 ألف مستفيد.
وتصدرت العربات الكهربائية 'الجولف' قائمة الخدمات الأكثر طلبًا بـ 643 ألف مستفيد، تليها العربات المطورة المدفوعة بـ 168 ألف مستفيد، ثم العربات اليدوية المجانية بـ 25 ألف مستفيد.
وأكدت الهيئة أن هذه الجهود تأتي في إطار حرص القيادة الرشيدة على توفير كل سبل الراحة والطمأنينة لضيوف بيت الله الحرام، وتيسير أدائهم للمناسك في أجواء آمنة ومريحة.
كما أشادت بالتنظيم الدقيق والإجراءات المتميزة التي ساهمت في انتظام الحركة رغم الكثافة العالية للمعتمرين والقاصدين خلال هذا الموسم المبارك.
رؤية متكاملة لخدمة المعتمرين
ويشهد المسجد الحرام هذا العام تنفيذ خطة خدمية متكاملة تعكس الرؤية التطويرية للمملكة في خدمة الحجاج والمعتمرين، حيث تجتمع الجهود البشرية والتقنيات الحديثة لتقديم نموذج متميز في خدمة ضيوف الرحمن، بما يتوافق مع مكانة هذه البقعة المقدسة وخصوصيتها الدينية.
وتواصل الفرق العاملة في الحرم المكي عملها على مدار الساعة لضمان سلاسة الحركة وتقديم أفضل الخدمات، في مشهد يعكس مدى العناية والاهتمام الذي توليه المملكة لخدمة قاصدي بيت الله الحرام في كل الأوقات، وخاصة في المواسم الدينية المباركة.
