محللون: عناصر قوة ستُعزز أداء السوق السعودية وسط تجاذبات التراجع

مكاسب الأسهم كانت 'متميزة 'منذ بداية 2022 على الرغم من نزيف النقاط بالجلسات الأخيرة في ظل اضطراب الاقتصاد العالمي

واصل مؤشر الأسهم السعودية الرئيس خسائره الحادة، وأنهى جلسات الأسبوع في المنطقة الحمراء، وأغلق منخفضاً 285.42 نقطة بنسبة 2.3 في المئة، ليقفل عند مستوى 12427.96 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 8.5 مليار ريال (2.27 مليار دولار)، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 191 مليون سهم، تقاسمتها أكثر من 466 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 27 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 181 شركة على تراجع.فيما أكد متخصصون ل'اندبندنت عربية ' بان تراجع السوق جاء بسبب عوامل خارجية ، حيث أوضح الباحث في الشأن المالي، عبد العزيز الرشيد، أن السوق تشهد تراجعاً متدرجاً منذ بداية الشهر الجاري، لتتجاوز الخسائر أكثر من 1300 نقطة، وبنسبة 9.5 في المئة، فيما تقلص التغيير منذ بداية العام إلى نحو 10 في المئة فقط، فيما أعلنت 43 شركة مدرجة في السوق نتائجها المالية للربع الأول من 2022، منذ بداية الأسبوع الجاري وحتى قبل افتتاح اليوم الخميس 19 مايو (أيار). وسجلت 19 شركة منها ارتفاعاً في أرباحها، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، بينما تراجعت أرباح 11 شركة، وسجلت 13 شركة خسائر.

تراجعات متواصلة

وأشار الرشيد إلى أن تراجع مؤشر السوق جاء بالتزامن مع تواصل تراجع الأسواق العالمية، وأسعار النفط، مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وارتفاع معدل التضخم، حيث سجلت أسعار النفط خسائر في التعاملات الفورية، وذلك بعد مكاسب كانت قد سجلتها في وقت سابق من الجلسة بفضل آمال في أن يؤدي التخفيف المزمع لقيود الجائحة في مدينة شنغهاي الصينية إلى تحسن الطلب على الوقود، في حين طغت المخاوف المستمرة حيال نقص الإمدادات العالمية على القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي. وانخفض خام برنت 1.89 دولار، أي ما يعادل 1.73 في المئة، إلى 107.22 دولار للبرميل وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.86 دولار، أو 2.61 في المئة، إلى 106.73 دولار للبرميل، وانخفضت عقود خامي القياس العالميين لأقرب استحقاق بنحو 2.5 في المئة.

خسائر في الأسهم القيادية

وأضاف  أن سهمي 'أرامكو السعودية' و'مصرف الراجحي' تراجعا عند 39.75 ريال (10.60 دولار) بنسبة اثنين في المئة للأول، و93.50 ريال (24.92 دولار) بنسبة 3 في المئة للثاني، فيما هبط سهم 'بترورابغ' بالنسبة القصوى عند 23.90 ريال (6.37 دولار)، وسط تداولات بلغت نحو 8.5 مليون سهم، كما أنهت أسهم 'الأهلي السعودي' و'السعودي الفرنسي' و'جبل عمر' و'البحري' و'بنك الرياض' و'معادن' و'اتحاد اتصالات' و'أكوا باور' و'مجموعة تداول' و'اللجين' تداولاتها على تراجع بنسب تراوح بين 3 و7 في المئة، وكذلك أغلق سهم 'السعودية للكهرباء' عند 23.30 ريال (6.21 دولار) بتراجع 6 في المئة.

وكانت أسهم شركات 'الصادرات' و'أنعام القابضة' و'الغاز' و'العقارية' و'سابك للمغذيات الزراعية' الأكثر ارتفاعاً، أما أسهم شركات 'التأمين العربية' و'بترو رابغ' و'عطاء' و'شاكر' و'أكوا باور' فكانت الأكثر انخفاضاً في التعاملات، حيث تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض ما بين 9.94 و10 في المئة، فيما كانت أسهم شركات 'أرامكو السعودية' و'الراجحي' و'الإنماء' و'بترو رابغ' و'كيان السعودية' هي الأكثر نشاطاً بالكمية، كما كانت أسهم شركات 'الراجحي' و'أرامكو السعودية' و'سابك للمغذيات الزراعية' و'معادن' و'الإنماء' هي الأكثر نشاطاً في القيمة.

كما أغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضاً 323.98 نقطة، ليقفل عند مستوى 22508.40 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 30 مليون ريال (8 ملايين دولار)، وبلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 276 ألف سهم تقاسمتها 1721 صفقة.

 عوامل خارجية

من جانبه قال المستشار الاقتصادي والرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية علي بوخمسين إن تراجع سوق الأسهم السعودية لأدني إغلاق منذ شهرين جاء بسبب العديد من العوامل الخارجية والداخلية أبرزها التراجع الحاد الذي شهدته الأسواق العالمية نتيجة استمرار مخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع معدل التضخم وأسعار الفائدة والحرب الأوكرانية علاوة على تذبذب أسعار النفط نزولاً. 

عمليات جني الأرباح

وأضاف بوخمسين: 'فيما شكلت عمليات بيع لجني الأرباح واتخاذ مواقع استثمارية جديدة من قبل المستثمرين كعامل ضغط محلي، متوقعاً أن يستمر تأثير تلك العوامل في السوق خلال الأسبوع المقبل مع استمرارها في الانخفاض ولكن بشكل محدود، ثم ستعود السوق مرة أخرى لا سيما مع توافر عناصر قوة تُعزز من استمرارية أدائها القوي قبل شهر مايو (أيار) الحالي'. 

وقال إن السوق كانت في اتجاه تصاعدي، وانكسر هذا الاتجاه مع بداية دخول الشهر الحالي لتشهد تغييراً في الاتجاه لحدوث ارتدادات سلبية أبرزها في جلسة اليوم الخميس، موضحاً أن مسار السوق التصاعدي بدأ يتوقف في ظل عمليات تصحيح تعد ضرورية، بل طبيعية بعد ارتفاع كبير في الأسعار شمل معظم القطاعات، ومن خلالها تتجدد الفرص وتمنح المستثمرين ثقة أكبر لمواصلة ضخ السيولة وتعزيزها داخل السوق.

متوسط حجم السيولة

وأضاف بوخمسين، أن متوسط حجم السيولة اليومية ارتفع إلى ما قيمته 10 مليارات ريال (2.7 مليار دولار) ما يدل على وجود قوة استثمارية وتوجه جيد، وهناك أموال مستثمرين سعوديين من الخارج بخاصة السوق الأميركية عادت للاستثمار في السوق المحلية، وسابقاً كان التداول من 5 إلى 7.5 مليار ريال (1.33 و2 مليار دولار)، أما الآن يتراوح من 10 إلى 14 مليار ريال (2.7 و3.73 مليار دولار). 

وأوضح، أن دخول المستثمرين الدوليين لجني مكاسب سريعة يعد من العوامل التي تؤدي إلى جذب المزيد من المستثمرين الدوليين لدخول السوق، وأيضاً المضاربة السريعة لبعض الشركات، منوهاً إلى أنه صدر في الشهر الماضي وبداية هذا الشهر، تقريران من وكالة فيتش برفع التصنيف الائتماني للقطاع المصرفي السعودي، وإعادة تصنيفها الائتماني للسعودية عند (A) مع تعديل النظرة المستقبلية من (سلبية) إلى (مستقرة) إلى مستقر إيجابي، مما يُعطي المزيد من الثقة في الاقتصاد السعودي ولا سيما ما نشهده بسبب ارتفاعات أسعار النفط العالمية.

وأشار المتخصص السعودي في الأسواق ، إلى أن حركة سوق الأسهم مرتبطة بعدة عناصر منها أداء الشركات المحلية، وفي الغالب كانت جيدة وتحقق أرباحاً وهي أعلى من التوزيعات التي تشهدها الأسواق المجاورة الأخرى، وحتى بعض الأسواق الدولية، مما يعبر عن قوة أداء السوق، موضحاً أن السوق السعودية مرتبطة بالأسواق العالمية ومنها السوق الأميركية التي تشهد تراجعات والتي ترجع إلى عدة عناصر منها زيادة قيمة الفائدة من الفيدرالي الأميركي التي تترك آثاراً سلبية على أسواق الأسهم والمستثمرين وترفع تكلفة الاقتراض، وتسحب السيولة وتحجم من مكاسب السوق بشكل قوي، وهذا ما لاحظنا بشكل كبير في السوق الأميركية وأثر في السوق السعودية.

أسعار النفط

وأضاف أن أسعار النفط شهدت تراجعات محدودة أخيراً حيث تراجعت إلى ما دون 108 دولارات، وهذا يرجع إلى الوعود الأميركية لتخفيف القيود على فنزويلا لدعم تصدير النفط الفنزويلي وتصديره مما انعكس بانخفاض سلبي في الأسعار، مما أثر في اتجاه السوق السعودية، وذلك بالإضافة إلى الحرب الروسية- الأوكرانية، والتصعيد مع الصين وإغلاق القطاعات الصناعية في الصين مما يلقي بمزيد من الظلال على طلب النفط، بالتالي قد نشهد انخفاضات في سوق النفط. 

 الاكتتاب في 'أمواج الدولية' بـ 19.19 دولار

أعلنت شركة معرفة المالية 'معرفة كابيتال' بصفتها المستشار المالي للطرح العام الأولي لشركة 'أمواج الدولية' في السوق الموازية 'نمو' عن تحديد سعر الطرح لأسهم الشركة بـ 72 ريالاً (19.19 دولار) للسهم الواحد. وقالت الشركة، في بيان لها على 'تداول'، إن  فترة الطرح ستبدأ 22 مايو 2022 وتستمر حتى 25 مايو 2022، وأضافت أنه سيتم الاكتتاب من خلال النظام الإلكتروني الذي سيتم توفيره في الموقع الإلكتروني لمدير الاكتتاب شركة الإنماء للاستثمار.

بورصة الكويت تفقد 108 نقاط

إلى ذلك، أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على انخفاض مؤشر السوق العام 108.4 نقطة، ليبلغ مستوى 7829.5 نقطة بنسبة انخفاض بلغت 1.3 في المئة، حيث تم تداول 256.4 مليون سهم عبر 17847 صفقة نقدية بقيمة 82.2 مليون دينار كويتي (296 مليون دولار). وانخفض مؤشر السوق الرئيس 69.3 نقطة ليبلغ مستوى 6041.28 نقطة بنسبة انخفاض بلغت 1.1 في المئة عبر تداول 140.8 مليون سهم من خلال 7004 صفقات نقدية بقيمة 18.3 مليون دينار (65.8 مليون دولار).

كما انخفض مؤشر السوق الأول 63.8 نقطة ليبلغ مستوى 8696.47 بنسبة انخفاض بلغت 1.4 في المئة عبر تداول 115.5 مليون سهم في 10843 صفقة بقيمة 63.8 مليون دينار (230 مليون دولار).

في موازاة ذلك، انخفض مؤشر (رئيسي 50) نحو 97.4 نقطة، ليبلغ مستوى 6326 نقطة، بنسبة انخفاض بلغت 1.5 في المئة عبر تداول 129.3 مليون سهم من خلال 5871 صفقة نقدية بقيمة 16.8 مليون دينار (60.4 مليون دولار).

 خسائر حادة في الدوحة والمنامة

وفي الدوحة، سجل المؤشر العام لبورصة قطر، انخفاضاً بمقدار 290.10 نقطة، أي ما نسبته 2.23 في المئة، ليصل إلى 12 ألفاً و730.22 نقطة، وجرى خلال الجلسة تداول 178.477 مليون سهم، بقيمة 809.723 مليون ريال (222.39 مليون دولار)، نتيجة تنفيذ 26128 صفقة في جميع القطاعات. وارتفعت في الجلسة أسهم 7 شركات، بينما انخفضت أسعار 39 شركة أخرى، فيما حافظت شركة واحدة على سعر إغلاقها السابق.

وفي المنامة، أقفل مؤشر البحرين العام عند مستوى 1922.14 بانخفاض قدره 40.98 نقطة عن معدل الإقفال السابق، وذلك عائد لانخفاض مؤشر قطاع الاتصالات وقطاع السلع الاستهلاكية الكمالية وقطاع المال وقطاع المواد الأساسية. وأقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند مستوى 710.17 بانخفاض قدره 3.92 نقطة عن معدل أقفاله السابق.

وبلغت كـمية الأسهـم المتداولة 1.114 مليون سهم بقيمة إجمالية قدرها 439.637 ألف دينار بحريني (1.166 مليون دولار) تم تنفيذها من خلال 78 صفقة، وتركز نشاط المستثمرين في التداول على أسهم  قطاع المواد الأساسية حيث بلغت قيمة أسهمه المتداولة ما نسبته 40.54 في المئة من القيمة الإجمالية للأوراق المالية المتداولة.

تراجع في أبوظبي ودبي

من جانب آخر، أقفل مؤشر سوق أبوظبي المالي منخفضاً بنسبة 0.6 في المئة، عند مستوى 9816 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 1.6 مليار درهم (435.6 مليون دولار)، ومن أصل 53 شركة تم تداول أسهمها، ارتفعت أسهم 38 شركة، بينما انخفضت أسهم 12 شركة، وبقيت 3 على ثبات.

وأقفل سهم 'أبو ظبي الأول' منخفضاً بنسبة 2 في المئة وبتداولات قاربت 12 مليون سهم، بينما ارتفع سهم 'اتصالات' بنسبة واحد في المئة وبتداولات تجاوزت 3 ملايين سهم. وانخفض سهم 'إشراق للاستثمار' بنسبة 3.8 في المئة وبتداولات قاربت 12 مليون سهم، بينما انخفض سهم 'دانة غاز' بنسبة 2.5 في المئة وبتداولات تجاوزت 14 مليون سهم. وكان سهم 'الدار العقارية' أكثر الأسهم تداولاً، إذ انخفض بنحو 3 في المئة وبتداولات قاربت 58 مليون سهم.

كما أقفل مؤشر سوق دبي المالي منخفضاً بنسبة 1.4 في المئة، عند مستوى 3390 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 446 مليون درهم (121.43 مليون دولار)، وانخفضت أسهم 27 شركة من أصل 32 شركة تم تداولها، بينما ارتفعت أسهم شركة واحدة، وبقيت 4 على ثبات.

وأقفل سهم 'إعمار العقارية' منخفضاً بنسبة 0.5 في المئة وبتداولات تجاوزت 27 مليون سهم، بينما انخفض سهم 'إعمار للتطوير' بنسبة 0.2 في المئة وبتداولات تجاوزت 4 ملايين سهم، وانخفض سهم 'دبي الإسلامي' بنحو 3 في المئة وبتداولات قاربت 10 ملايين سهم، بينما ارتفع سهم 'الإمارات دبي الوطني' بنسبة 0.8 في المئة وبتداولات قاربت 4 ملايين سهم.