اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
في وقت تتوالى فيه النصائح العامة لتحقيق السعادة، سواء عبر تحسين الظروف المعيشية أو تبني ممارسات ذهنية، مثل الامتنان والتأمل، تكشف دراسة جديدة نشرت في مجلة (Nature Human Behavior) أن هذه التوصيات قد لا تنطبق على الجميع، فقد تابع فريق بحثي دولي أكثر من 40.000 شخص على مدى 33 عامًا في خمس دول؛ ليخلص إلى أن لكل فرد نمطًا نفسيًا فريدًا في كيفية تشكّل سعادته، وأن «مقاسًا واحدًا» لا يناسب الجميع.
أربع مدارس.. ونتيجة مفاجئة
حللت الدراسة العلاقة بين الرضا العام عن الحياة والرضا عن مجالات محددة فيها كالعلاقات والعمل والصحة، بدلًا من تحليل المتوسطات العامة، كما تفعل غالبية الدراسات، أنشأ الباحثون نموذجًا إحصائيًا مخصصًا لكل مشارك على حدة، النتيجة كانت أن 41% إلى 51% من الناس يتبعون نمطًا أحادي الاتجاه، إما من أسفل إلى أعلى «تحسن الظروف يؤدي إلى سعادة عامة»، أو من أعلى إلى أسفل «الرؤية العامة الإيجابية تؤثر على تقييمهم للتفاصيل»، أما النمط «الثنائي الاتجاه» الذي يفترض تفاعلًا دائريًا بين الرؤية العامة والتفاصيل –والذي تعتمد عليه غالبية برامج الرفاهية في الشركات والعلاج النفسي– فلم يظهر سوى لدى 20-25% من العينة. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
نموذجك النفسي لا يشبه غيرك
أظهرت الدراسة أن النماذج السائدة التي تعتمد على متوسطات السكان فشلت في تمثيل الغالبية، فعندما قورن كل نمط فردي بنموذج السعادة الجمعي، ظهرت فجوات كبيرة، هذا يعني أن الكثير من الإستراتيجيات «المثبتة علميًا» قد تكون غير فعالة، بل وربما مضرة للبعض.
وفقًا للنتائج، فإن شخصًا يعمل نمط سعادته من أسفل إلى أعلى -أي أن ظروفه هي التي تحدد سعادته- قد لا يستفيد كثيرًا من تدريبات الامتنان أو التأمل، بل يكون بحاجة لتحسين فعلي في وضعه المعيشي أو علاقاته، بينما الشخص الذي يعمل بنمط من أعلى إلى أسفل قد ينفق الوقت والمال على تحسين ظروفه، بينما الحل الأقرب يكون في تغيير طريقته في التفكير ونظرته العامة للحياة.
سعادة بقياسات دقيقة
استخدم الباحثون تقنية متقدمة تدعى «نماذج الانحدار الذاتي المتجه الرسومي (VAR)» لتتبع تغيرات السعادة على مدى زمني طويل، ومن خلال تتبع أنماط السعادة بشكل فردي، أظهر البحث كيف تختلف أنظمة التفاعل النفسي من شخص إلى آخر، بعض الأشخاص لم يظهر لديهم أي نمط ثابت، ما يفتح بابًا جديدًا لفهم تقلبات الرضا والرفاهية في الحياة.
ماذا يعني ذلك؟
نتائج هذه الدراسة تدعو لإعادة النظر في مفهوم «السعادة للجميع»، فبدلًا من وصفات جاهزة، ربما يجب أن نبدأ بتشخيص أنماطنا النفسية أولًا، ما يسعد صديقك قد لا يعني لك شيئًا، وما يدعمه برنامج علاجي جماعي قد لا ينسجم مع تركيبة جهازك النفسي.
السعادة، كما توضح هذه الدراسة، ليست منتجًا عامًا بل تجربة شخصية عميقة تحتاج إلى تفصيل، لا تعميم.
- شملت الدراسة أكثر من 40.000 شخص في خمس دول.
- وجدت أن معظم الأفراد لا يتبعون نفس النمط النفسي في السعادة.
- %20-25 فقط ينطبق عليهم نموذج السعادة «ثنائي الاتجاه».
- البقية أظهروا أنماطًا إما من أعلى إلى أسفل، أو من أسفل إلى أعلى، أو بلا نمط ثابت.
- تدخلات السعادة العامة قد تكون غير فعالة أو مضرة لبعض الناس.
النهج الشخصي في تعزيز السعادة هو الأكثر فاعلية.