ترمب يزور السعودية مجددا… تأكيد للشراكة الاستراتيجية ودور المملكة المحوري

تتمتع السعودية والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية راسخة ومثمرة، تعززت على مدى عقود من خلال شراكات استراتيجية ومجالس أعمال مشتركة، أبرزها مجلس الأعمال السعودي-الأمريكي الذي أسهم بدور محوري في تيسير المشاريع الاستثمارية بين الشركات في البلدين، مما ساعد على تعميق التعاون وتحقيق منافع مشتركة في مجالات متنوعة.

شراكة اقتصادية راسخة

وتُعد العلاقات الاقتصادية بين البلدين نموذجًا للمرونة والتنوع، حيث تحتل المملكة مكانة متقدمة كشريك تجاري رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.

بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2024 نحو 32 مليار دولار؛ إذ صدرت المملكة منتجات وسلعًا إلى أمريكا بقيمة 13 مليار دولار، بينما استوردت سلعًا أمريكية بقيمة 19 مليار دولار.

اقرأ أيضًا: ترمب يصل الرياض بأول زيارة خارجية

وتضمنت الصادرات السعودية غير النفطية في 2024 سلعًا متنوعة، من أبرزها المنتجات المعدنية، الأسمدة، الكيماويات العضوية، الألمنيوم، واللدائن. في المقابل، برزت سلع معاد تصديرها مثل المركبات الجوية وأجزائها، الآلات والمعدات، التحف والقطع الأثرية، والمنتجات الطبية والبصرية.

وشملت الواردات الأمريكية الآلات والمعدات، السيارات، الأجهزة الطبية، المعدات الكهربائية، ومنتجات الأدوية.

رؤية السعودية 2030.. فرص واعدة

وتشكل رؤية السعودية 2030 نقطة جذب قوية للشركات الأمريكية، لما توفره من فرص في قطاعات حيوية تشمل التعدين، البتروكيماويات، الصناعة، الطاقة المتجددة، السياحة، التمويل، الرعاية الصحية، والصناعات الدوائية.

ولاقت الرؤية ترحيبًا أمريكيًا، خاصة في ما يتعلق بإصلاحات الاقتصاد والمجتمع، وزيادة تمكين المرأة، وتعزيز الحوار بين الأديان.

اقرأ أيضًا: الفالح: سيتم تعميق علاقاتنا الاستثمارية مع أمريكا بمقدار 600 مليار دولار

وتشارك المملكة والولايات المتحدة في عدد من المبادرات الدولية المتعلقة بالطاقة وتغير المناخ، مثل منتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة التعهد العالمي للميثان، والتعاون ضمن مؤتمرات الأمم المتحدة المعنية بالمناخ، واجتماعات مجموعة العشرين الخاصة بالطاقة.

التعاون في مجالات الطاقة والمناخ والاستدامة

وفي إطار تعزيز البنية التحتية الخضراء، وقّعت حكومتا البلدين في سبتمبر 2023 مذكرة تفاهم لتأسيس ممرات خضراء تربط آسيا بأوروبا عبر السعودية، باستخدام الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف وخطوط السكك الحديدية.

ويهدف المشروع إلى دعم أمن الطاقة، وتحفيز تطوير الاقتصاد الرقمي من خلال شبكات الألياف البصرية، إضافة إلى تنشيط التجارة العابرة للقارات.

اقرأ أيضًا: وزير الخزانة الأمريكي: ترمب يريد إعادة التوازن للاقتصاد العالمي

وتسعى المملكة إلى أن تصبح من أبرز مصدري الهيدروجين النظيف بحلول عام 2030، بالتعاون مع الولايات المتحدة لتطوير معايير موحدة وتحفيز الطلب العالمي، ما يعزز مكانتها في سوق الطاقة المستقبلية.

إشادة أمريكية بالمبادرات البيئية السعودية

وأشادت الولايات المتحدة بمبادرتي 'السعودية الخضراء' و'الشرق الأوسط الأخضر'، وبدور المملكة في منتدى الاقتصادات الكبرى للمناخ، وهدفها الطموح بأن يأتي نصف إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة بحلول 2030.

وعززت الاتفاقيات الثنائية بيئة الأعمال بين البلدين، ومنها اتفاقية الإعفاء الضريبي للتشغيل الدولي للسفن والطائرات التي وقعت عام 2000، واتفاقية تطوير العلاقات التجارية والاستثمارية التي وقعت عام 2005، إلى جانب اتفاقيات علمية وتقنية شملت مجالات متنوعة كالنقل والطيران والوقود النظيف والملكية الفكرية.

الغرفة التجارية الأمريكية في السعودية

وعلى صعيد القطاع الخاص، افتتحت الغرفة التجارية الأمريكية (AmCham Saudi Arabia) فرعها في المملكة عام 2021، في خطوة تعكس اهتمام الشركات الأمريكية بفرص السوق السعودية.

اقرأ أيضًا: من نيكسون إلى ترمب.. تاريخ زيارات الرؤساء الأمريكيين إلى السعودية

ومنذ عقود، تمثل المملكة مركزًا مهمًا لاستثمارات وأعمال الشركات الأمريكية، كما يقيم فيها آلاف الأمريكيين، مستفيدين من بيئة عمل ديناميكية وفرص مهنية جاذبة.

وفي عام 2024، بلغ حجم الاستثمارات الأمريكية المباشرة في المملكة 15.3 مليار دولار، ويُبدي المستثمرون الأمريكيون اهتمامًا متزايدًا بتحولات الاقتصاد السعودي، لما تتيحه من فرص واعدة في مجالات واعدة، تشمل استكشاف الفضاء، الطاقة النظيفة، الرعاية الصحية، البنية التحتية، التقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.