اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
د. خالد الخضري
يشير مصطلح «النقد الثقافي» إلى منهج تحليلي يدرس النصوص الأدبية والفنية ضمن سياقاتها الثقافية والاجتماعية، وليس من زاويتها الجمالية أو اللغوية فقط كما في النقد الأدبي التقليدي، فهو لا يسأل: «هل هذا العمل جميل أو متقن؟» بل يسأل: «ما القيم الثقافية التي يعكسها هذا العمل؟ ما الأيديولوجيا التي يروّج لها؟ من المستفيد ومن المهمَّش في هذا النص؟»
ولهذا نجد أن النقد الثقافي ينطلق من فكرة أن النص الأدبي ليس بريئًا، بل يعكس أو يكرّس قوى اجتماعية وثقافية (مثل: الطبقة، النوع، العِرق، الدين، السلطة)، ويهتم بكشف المسكوت عنه، وبتحليل الصور النمطية، وآليات الهيمنة داخل النصوص.
لهذا وكما أظن أن النقد الثقافي يعتبر أشمل وأعم من النقد الأدبي الذي ساد في فترة الثمانينات الميلادية، إبان ظهور موجة الحداثة في المملكة العربية السعودية، وبلا شك أن لتلك الفترة أهميتها البالغة في ترسيخ وتأسيس الحراك الثقافي الكبير الذي شهدته المملكة فيما بعد، وربما كانت بداية حقيقية لتحفيز الكتاب والمبدعين السعوديين لتقديم ما لديهم من أعمال إبداعية مهمة، حيث ساد-في تلك الفترة- الشعر والقصة القصيرة، وظهرت على استحياء القصة القصيرة جداً، وكان يصاحب كل ذلك الإنتاج نقداً أدبياً، حيث كان للنقاد الأدبيين نجوميتهم وأهميتهم، الأمر الذي وضع تساؤلاً مهماً في حينها من الذي أظهر الآخر؟ النقد أظهر المبدعين، أم المبدعون كانوا سبباً في بروز النقاد.
وبالعودة إلى النقد الثقافي الذي برز في العقدين الأخيرين على يدي الناقد الكبير عبدالله الغذامي وآخرين، لا بد أن نشير إلى الثقافة السعودية التي باتت اليوم مواكبة للتحولات الجوهرية المهمة التي يعيشها العالم.