اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
الرياض -' الرياض'
نظم الإتحاد الأوروبي والهند تدريباً مشتركاً غير مسبوق من نوعه في مجال مكافحة الإرهاب خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر 2025م وهدفه حماية البنية التحتية الحيوية والأهداف المدنية الحساسة من التهديدات الناشئة التي تشكلها الطائرات المسيرة (الدرونز) حيث يعد الإنتشار السريع للطائرات المسيرة واساءة استخدامها من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية تحدياً أمنياً خطيراً .
في حين شهدت الطائرات التجارية من دون طيار تطوراً سريعاً في مجالي التكنولوجيا وسهولة الإستخدام مما جعلها أدوات منخفضة التكلفة وفي الوقت نفسه متعددة الإستخدام، وقد استغل المتطرفون هذه الأجهزة لأغراض المراقبة واحياناً تنفيذ الهجمات حيث جمع التمرين الذي استمر لمدة ثلاثة أيام ضباطاً كبيراً ومدربين وخبراء فنيين كل من الحرس الوطني الهندي وشبكة الأمن عالية المخاطر التابعة للإتحاد الأوروبي. وقد تم التركيز خلال هذه التدريبات على استخدام القدرات الأنظمة الجوية غير الماهولة المتقدمة بجانب انظمة مكافحة الطائرات المسيرة .
كما جاء في بيان صادر عن الحكومة الهندية مؤخراً يقول ' لقد جمعت الأنشطة المشتركة بين التدريب التكتيكي والتقني وتوجت بتمرين مشترك بهدف تعزيز القدرة على العمل المشترك ووضع الأساس للتعاون المستقبلي' في حين عززت هذه الأنشطة مهارات الإستجابة للطوارئ وعرفت المشاركين بنماذج الإنتشار المستخدمة والتعامل مع الأحداث الكبرى . كما تناول المشاركون أيضاً المسار المستقبلي لتهديدات الطائرات المسيرة بما في ذلك أنظمة السرب وانظمة التشغيل الآلي اضافة إلى تصاعد الحاجة لتقنيات متطورة للكشف والتحييد مثل الذكاء الإصطناعي مع دمج أجهزة الإستشعار والطاقة الموجهة وكذلك التدابير المضادة الحركية.
كما جلبت شبكة الإستجابة الأمنية عالية المستوى التابعة للإتحاد الأوروبي وهي اصلاً منصة أوروبية متخصصة والتي تضم 28 وحدة من 21 دولة عضو في الإتحاد الأوروبي – فريقاً من المدربين والخبراء الفنيين في مجال الأنظمة الجوية غير المأهولة ، وأنظمة مكافحة الطائرات المسيرة إلى منطقة مانسار بقرية غوروغرام الهندية حيث قادت قوة مكافحة الإرهاب الهندية التابعة لوزارة الداخلية ، هذا التدريب مستفيدة من خبراتها الواسعة في كشف وتتبع وتحييد الطائرات المسيرة المعادية في حين مكن تدريب القوات الخاصة على تكتيكات مكافحة الإرهاب بإستخدام الطائرات المسيرة في البيئات الحضرية إلى جانب تمرين تكتيكي مشترك لوحدات قوة الأمن الوطني الهندية وشبكة الأمن عالية المخاطر من اختبار وتعزيز قدراتها على الإستجابة للتهديدات الواقعية.
وفي سياق متصل، قال هيرفيه ديلفين ، سفير الإتحاد الأوروبي في الهند ' يظهر هذا التدريب المشترك كيف يحول الإتحاد الأوروبي والهند التزاماتهما إلى افعال من خلال العمل جنباً إلى جنب لحماية مواطنينا ، فمثل الهند ، تعرض الإتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لتهديدات مباشرة ومتعمدة مرتبطة بالطائرات المسيرة حيث تتطور هذه التهديدات بسرعة ضمن ما يعرف بالتكتيكات الهجينة ولا يمكننا مواجهتها الا من خلال استجابة مشتركة وسريعة ومنسقة . ومن هنا تأتي أهمية هذه الندوة التدريبية المشتركة '.
وفي اظهار واضح لإنتقال التعاون في مجال مكافحة الإرهاب من الحوار إلى العمل، تم تنظيم هذا الحدث من قبل بعثة الإتحاد الأوروبي لدى الهند بالتعاون مع قوة الأمن الوطني الهندية وبمساندة مشروع الإتحاد الأوروبي وهو عبارة عن ( التعاون الأمني في آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ) حيث تستند هذه المبادرة إلى زيارة كلية المفوضين الأوروبيين إلى الهند في شهر فبراير 2025م اضافة إلى البيان المشترك الأخير حول الأجندة الإستراتيجية الجديدة بين الإتحاد الأوروبي والهند التي تضع في اولوياتها تعزيز التعاون العميق في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين .
ويأتي هذا التدريب استكمالاً للمائدة المستديرية الهندية – الأوروبية من المستوى (1.5) بشأن مكافحة استغلال الإرهابيين للأنظمة الجوية غير المأهولة التي عقدت في فبراير 2024م وتتوافق هذه الأنشطة مع استراتيجية الإتحاد الأوروبي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ ،والتي تبنى على الحوار القائم بين الإتحاد الأوروبي والهند في مجال مكافحة الإرهاب . كما ينخرط الإتحاد الأوروبي والهند بانتظام في حوارات حول مكافحة الإرهاب والتي تسهم في جهود التعاون التقني بينهما في هذا المجال في حين جرت الجولة الأخيرة من الحوار هي الجولة الخامسة عشرة من هذا الحوار في بروكسل بتاريخ 9 سبتمبر 2025م.
نظراً لاعتبارهما من أكبر دولتين ديمقراطيتين في العالم، تتشارك كل من الإتحاد الأوروبي والهند التزاماً راسخاً بالنظام الدولي القائم على القواعد وبالتعددية الفعالة وبالتنمية المستدامة. ومنذ عام 2004م، تعد الهند شريكاً استراتيجياً للإتحاد الأوروبي حيث احتفلا البلدين في عام 2022م بالذكرى الستين لإقامة العلاقات فيما بينهما . كما يوجه التعاون بين الإتحاد الأوروبي والهند خلال الفترة من 2020م إلى 2025م عبر خارطة طريق الشراكة الإستراتيجية وهي عبارة عن استراتيجية الإتحاد الأوروبي للتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ اضافة إلى استراتيجية البوابة العالمية.
يجدر بالذكر أن مشروع تعزيز التعاون الأمني للإتحاد الأوروبي في آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ معاً يعمل في أربعة مجالات هامة بما في ذلك مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف، و إدارة الأزمات والتصدي للتهديدات الهجينة، والأمن السيبراني، والأمن البحري من خلال تمويل ' مشروع تعزيز التعاون الأمني للإتحاد الأوروبي في آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ' بشكل مشترك من قبل كل من الإتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا ويتم تنفيذه بالتعاون بين الوكالة الالمانية للتعاون الدولي ومنظمة خبرة فرنسا.










































