اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة مونتريال الكندية أن الكافيين لا يقتصر تأثيره على إبقاء الأشخاص مستيقظين، بل يتعدى ذلك إلى التأثير العميق على نشاط الدماغ أثناء النوم، مما قد يضعف جودة الراحة ويؤثر في كفاءة التعافي الليلي.
وأظهرت الاختبارات التي أجريت على 40 متطوعاً باستخدام تقنيات تخطيط كهرباء الدماغ (EEG)، أن تناول 200 ملليغرام من الكافيين، ما يعادل كوباً أو كوبين من القهوة، أدى إلى زيادة 'تعقيد' إشارات الدماغ، ودفعه إلى حالة يُطلق عليها العلماء 'الحالة الحرجة'، وهي حالة من التوازن الحرج بين البنية العصبية والمرونة الدماغية.
ورغم أن هذه الحالة تُعد مثالية في أثناء اليقظة لمعالجة المعلومات واتخاذ القرارات، فإنها قد تُضعف جودة النوم، وتمنع الدماغ من الاسترخاء الكامل واستعادة نشاطه الإدراكي.
كما أظهرت الدراسة أن الكافيين يُضعف التذبذبات البطيئة للنشاط الكهربائي في الدماغ، المعروفة بموجات 'دلتا' و'ثيتا' و'ألفا'، والتي ترتبط بمراحل النوم العميق، وتحديداً مرحلة النوم غير السريع لحركة العين، التي تُعد ضرورية لترسيخ الذكريات وتعزيز القدرات المعرفية.
وأوضح عالم الأعصاب كريم الجربي أن 'الدماغ يظل أكثر نشاطاً وأقل انتعاشاً تحت تأثير الكافيين، حتى خلال النوم'، مضيفاً أن هذا النشاط الزائد ربما يفسّر ضعف تعافي الدماغ خلال الليل.
وأشارت الدراسة إلى أن فئة الشباب بين 20 و27 عاماً أظهرت حساسية أعلى لتأثيرات الكافيين، ويُرجّح أن السبب يعود إلى ارتفاع تركيز مستقبلات 'الأدينوزين' في أدمغتهم، وهي المستقبلات التي يعمل الكافيين على تعطيلها، مما يؤخر الإحساس بالنعاس.
وقالت الباحثة المشاركة جولي كارير: 'الكافيين مفيد للتركيز خلال النهار، لكنه قد يُعيق تعافي الدماغ أثناء الليل'، مشددة على ضرورة فهم تأثيرات الكافيين على النوم، خصوصاً مع انتشاره الواسع في منتجات يستهلكها جميع الفئات العمرية بشكل يومي، مثل القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، والشوكولاته، وحتى بعض الأدوية.