اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
في أقوى انفجار شمسي سجّل حتى الآن خلال عام 2025، أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) أن الشمس أطلقت توهّجاً من الفئة X2.7، بلغ ذروته عند الساعة 08:25 صباحاً بتوقيت جرينتش يوم 14 مايو الجاري، ما أثار سلسلة من الانقطاعات المؤقتة في الاتصالات اللاسلكية حول العالم، لا سيما في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
التوهج، الذي يُصنَّف ضمن الفئة الأعلى في شدة الانفجارات الشمسية، انبعث من البقعة الشمسية AR4087 التي كانت نشطة خلال الأيام الماضية.
وتُعد هذه الظاهرة نتيجة لانفجار هائل في الغلاف الجوي للشمس بسبب تحرير مفاجئ للطاقة المختزنة في الحقول المغناطيسية، فوق مناطق معروفة بـ'البقع الشمسية'.
ويطلق هذا النوع من التوهجات إشعاعات كثيفة تشمل الأشعة السينية وفوق البنفسجية وأشعة غاما، إضافة إلى موجات راديوية، يمكن أن تصل إلى الأرض وتتفاعل مع مجالها المغناطيسي مسببة ظاهرة الشفق القطبي، وتؤثر في أنظمة الاتصالات والطيران والملاحة.
وأدى هذا التوهج الأخير إلى اضطراب مؤقت في خدمات الاتصالات عالية التردد، خاصة المستخدمة في الطيران والاتصالات البحرية، وذلك في المناطق التي كانت تواجه الشمس لحظة الانفجار، ومن بينها أجزاء واسعة من القارة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط.
ويأتي هذا الحدث في إطار النشاط المتصاعد للدورة الشمسية رقم 25، التي بدأت في ديسمبر 2019، ومن المتوقع أن تصل ذروتها خلال العام الجاري.
وتشير بيانات الرصد إلى أن هذه الدورة أكثر نشاطاً من سابقتها، وهو ما يُنذر بالمزيد من التوهجات في الفترة المقبلة.
ويطمئن العلماء إلى أن تأثير هذه الإشعاعات على صحة البشر في الظروف العادية محدود للغاية، إذ يعمل الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض كحاجز واقٍ يمنع معظمها من الوصول إلى سطح الكوكب. لكن تبقى التحذيرات قائمة لرواد الفضاء وطياري الرحلات القطبية الذين يُعتبرون أكثر عرضة لمخاطر الإشعاع.
ورغم عدم تسبب التوهجات الشمسية في تغييرات مباشرة على الطقس اليومي كدرجات الحرارة أو هطول الأمطار، فإن بعض الدراسات تشير إلى احتمال وجود ارتباطات بعيدة المدى بين النشاط الشمسي والتغيرات المناخية، لا تزال محل نقاش في الأوساط العلمية.
وتُولي وكالات الفضاء ومراكز الرصد اهتماماً متزايداً بـ'طقس الفضاء'، نظراً لإمكان تأثير التوهجات على الأقمار الصناعية، أنظمة الملاحة وشبكات الكهرباء، ما يتطلب إجراءات استباقية لتحصين البنى التحتية التكنولوجية.
وفيما تتجه الأنظار إلى السماء لرصد توهجات محتملة جديدة، يبقى الاهتمام العلمي منصبّاً على فهم أعمق لدورات الشمس وتأثيراتها، لضمان سلامة البشر والتكنولوجيا على الأرض.