الاتحاد الأوروبي يطمح لتحقيق أهداف 2035 لسيارات المستقبل

تزدان السماء في كل ليلة بعدد لا يُحصى من النجوم، غير أن نجم 'الشعرى اليمانية' يظل متفرّدًا بساطع نوره ولمعانه، ليحتل المرتبة الثانية بين أكثر النجوم إشراقًا بعد الشمس، ويعد أحد أبرز الأجرام السماوية التي أثارت دهشة العقول وألهمت الحضارات منذ آلاف السنين.

وأوضح عضو جمعية 'آفاق' لعلوم الفلك، برجس الفليح، أن الشعرى اليمانية نجم ثنائي، يتكوّن من نجم ضخم الحجم وآخر أصغر يدور حوله، ويبعد عن الأرض نحو 8 سنوات ضوئية، مما يجعله من أقرب النجوم إلينا. ورغم بعده الهائل، تفوق كتلته الشمس بحوالي مرتين، ويتميز بدرجة حرارة سطحية عالية جدًا تمنحه توهجًا لافتًا.

وللنجم حضور بارز في الحضارات القديمة؛ فقد حمل عبر العصور أكثر من خمسين اسمًا مختلفًا، أبرزها في الغرب 'سيريوس' المأخوذ من اليونانية ويعني 'المتوهج'، بينما اشتهر عند العرب باسم 'الشعرى اليمانية'، وورد ذكره في القرآن الكريم في سورة النجم: 'وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى'.

ويعتبر الشعرى النجم الرئيس في كوكبة 'الكلب الأكبر' (Canis Major)، لذلك يُعرف أحيانًا باسم 'نجم الكلب'، ويُشار إليه أحيانًا بـ'نجم قوس قزح' نتيجة وميضه المتعدد الألوان عند مروره بالغلاف الجوي، مما دفع بعض الناس إلى الاعتقاد برؤية أجسام غريبة في السماء.

ويظهر الشعرى اليمانية بوضوح في فصل الشتاء، حيث يشرق في ديسمبر مع بداية المساء، ويغرب في الجنوب الغربي منتصف أبريل، ويمكن التعرف عليه بسهولة عبر امتداد خط مستقيم من مجموعة نجوم الجبار (أوريون).

وأشار الفليح إلى أن هذا النجم حظي بمكانة خاصة في الأدب العربي عبر العصور، إذ تغنى به الشعراء، وشبّهوا ضوءه بلمعان السيوف وبريق العيون، ليظل رمزًا للجمال والضياء، وواحدًا من أعظم أسرار السماء التي تجمع بين العلم والأسطورة والإبداع. وقد اعتمدت قريش على هذا النجم في تحديد مواقيت رحلات الشتاء والصيف، كما ورد ذكره عند أهل نجد باسم 'المرزم'، وهو النجم نفسه الذي يشير إليه الشعرى عندهم، لما له من لمعان شديد يشبه قلب الذيب.