اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة مكة
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
مكة - رفحاء
تشهد مراعي «ريف لينة» جنوب محافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، تحولا موسميا لافتا في غطائها النباتي مع دخول فصل الصيف، حيث تهيمن الأعشاب والشجيرات المصفرة على المشهد الطبيعي، واتساع رقعة الغطاء النباتي الجاف عبر السهول والهضاب وظهور الأعشاب والشجيرات المصفرة التي تغطي أجزاء واسعة من السهول والهضاب.
وتُقدر مساحة الغطاء النباتي في ريف لينة بنحو 5,000 كلم2 من الأراضي الطبيعية، التي تتنوع في تضاريسها بين الروابي والرمال والهضاب المنبسطة، ما يجعلها بيئة خصبة لنمو النباتات الموسمية خلال فصل الربيع، قبل أن تتحول تدريجيا إلى مشهد يغلب عليه الطابع الجاف مع بداية الصيف.
وأوضح مختصون بالبيئة، أن التحولات الموسمية للغطاء النباتي تعد سمة طبيعية للمناخ الصحراوي، حيث تشكل الأعشاب الصيفية، رغم جفافها الظاهري، موردا طبيعيا مهما لتغذية الماشية، خاصة الأغنام والإبل، وتظل عنصرا أساسيا في دورة الحياة الرعوية.
ويمثل ريف لينة نموذجا فريدا للتنوع البيئي، إذ يحتضن أنماطا نباتية متباينة تشمل الحشائش، والشجيرات، والنباتات الصحراوية المقاومة للجفاف، مما يخلق بيئة مناسبة للحياة الفطرية، التي تجد في هذه المناطق ملاذا ومصدرا للغذاء، حيث تُعد مراعي لينة من المواقع الغنية بالتنوع الأحيائي، وتؤدي دورا مهما في تحقيق التوازن البيئي.
وتعمل الجهات البيئية المختصة، بالتعاون مع المجتمعات المحلية، على تنفيذ مشاريع نوعية لحماية الغطاء النباتي وتعزيز استدامته، من بينها برامج الاستزراع الرعوي، ومبادرات إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، التي تهدف إلى دعم التنوع الحيوي وتحقيق التوازن البيئي في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وتؤكد هذه الجهود أهمية التكامل بين الوعي المجتمعي والمبادرات المؤسسية في الحفاظ على الثروات الطبيعية، لما لها من أثر مباشر في تعزيز الأمن الغذائي، واستدامة الموارد، وتحقيق الاستقرار البيئي للأجيال القادمة.