اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا بمدينة جدة، كشف الدكتور محمد الهندي، استشاري عناية مركزة أطفال حديثي الولادة وأخصائي وبائيات إكلينيكية، عن خطورة الفيروس التنفسي المخلوي (RSV)الذي يمثل عبئًا صحيًا متزايدًا على الأطفال في المملكة العربية السعودية والعالم. وأكد أن هذا الفيروس ليس مجرد عدوى موسمية عابرة كما يعتقد البعض، بل هو سبب رئيسي لدخول المستشفيات بين الرضع، حتى الأصحاء منهم.
وأوضح الدكتور الهندي أن الفيروس المخلوي التنفسي عادة ما يبدأ بأعراض شائعة تشبه نزلات البرد، مثل السعال وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، إلا أن هذه الأعراض قد تتطور بسرعة إلى التهابات خطيرة في الجهاز التنفسي السفلي مثل التهاب القصيبات أو الالتهاب الرئوي الحاد. وأضاف: 'هذه الطبيعة المضللة للفيروس تجعل الأهل يتأخرون في مراجعة الطبيب، ما يؤدي إلى وصول العديد من الحالات إلى المستشفى وهي في حالة مرضية متقدمة.
من جانبها، شاركت السيدة أناهيد الخياري تجربتها مع إصابة ابنتها بالفيروس قائلة: 'بدأت الأعراض كسعال عابر وحرارة بسيطة، لكن فجأة تطورت الحالة إلى صعوبة في التنفس وصوت صفير في الصدر. لم أتخيل أن نزلة برد عادية قد تنتهي بدخول العناية المركزة'. ووجهت رسالة إلى الأمهات قائلة: 'لا تترددن في مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير في تنفس أطفالكن'.
وأكد الدكتور الهندي في ختام كلمته على أهمية الحلول الوقائية، مشيرًا إلى أن الأبحاث خلال العامين الماضيين أثبتت فعالية الأجسام المضادة طويلة المفعول التي يوفرها اللقاح، والتي يمكن أن تُحدث تحولًا جذريًا في مواجهة المرض عند إعطائها لجميع الأطفال وحديثي الولادة في موسمهم الأول مع الفيروس، ولذلك يجب المسارعة بإعطاء الأطفال والخدج وحديثي الولادة إبرة اللقاح لتلافي مضاعفات الفيروس التنفسي المخلوي.
واختُتم المؤتمر برسالة واضحة: الوعي المجتمعي والوقاية اليومية إلى جانب التطور العلمي يشكلون معًا السلاح الأهم لمواجهة الفيروس المخلوي التنفسي وحماية صحة الأطفال.