اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
في اكتشاف علمي قد يغير طريقة تشخيص ومتابعة مرض انفصام الشخصية، توصل فريق بحثي من جامعة زيوريخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي في سويسرا إلى وجود علاقة وثيقة بين انخفاض سمك شبكية العين وزيادة خطر الإصابة بهذا الاضطراب العقلي المعقد. وقد استند هذا الاكتشاف الهام إلى تحليلات واسعة النطاق شملت البيانات الوراثية والصحية لأكثر من نصف مليون شخص.
وأوضح الباحثون أن شبكية العين، باعتبارها امتدادًا مباشرًا للجهاز العصبي المركزي والدماغ، تحمل في طياتها معلومات قيمة تعكس التغيرات الدماغية التي قد تصاحب بعض الاضطرابات العقلية، وعلى رأسها مرض انفصام الشخصية.
استندت الدراسة الرائدة إلى بيانات ضخمة جمعها 'يو كيه بيوبنك'، وهو أحد أكبر بنوك المعلومات الصحية على مستوى العالم، وقد تمكن الباحثون من إثبات وجود ارتباط، وإن كان محدودًا، بين سمك شبكية العين ومرض انفصام الشخصية، وهو ارتباط لم يكن بالإمكان اكتشافه إلا من خلال هذه الدراسة الموسعة.
ويكمن الأهم في هذه النتائج في إمكانية استخدام فحوصات بسيطة للعين، وتحديدًا اختبار التصوير المقطعي للترابط البصري 'OCT'، للكشف عن التغيرات في شبكية العين خلال دقائق معدودة.
وهذا الاكتشاف يفتح آفاقًا واعدة لتقديم بديل عملي للفحوص العصبية المعقدة والمكلفة التي تُجرى عادةً على الدماغ لتشخيص هذا المرض.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة التي نشرها موقع 'سايتيك ديلي' عن وجود صلة بين بعض الالتهابات ذات الأساس الوراثي في الدماغ والتغيرات الملحوظة في شبكية العين. ويرجح العلماء أن هذه الالتهابات العصبية قد تلعب دورًا محوريًا في زيادة احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية أو حتى في تفاقم أعراضه لدى المرضى.
وأكد الدكتور فين رابي، رئيس الفريق البحثي، على الأهمية المحتملة لهذا الاكتشاف، قائلاً: 'إن التعرف على هذه العلاقة سيفتح الباب واسعًا أمام تطوير أساليب وقائية وعلاجية جديدة تركز بشكل خاص على معالجة الالتهابات العصبية في مراحل مبكرة من المرض. وهذا النهج الجديد قد يُحسن بشكل كبير من فرص السيطرة على انفصام الشخصية في المستقبل.'