اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
كشفت دراسة جديدة أن إضافة 15 دقيقة فقط إلى فترة نوم المراهقين قد تؤدي إلى تحسن ملحوظ في صحة دماغهم وأدائهم المعرفي.
تأتي هذه النتائج في وقتٍ حساس، حيث تشهد مرحلة المراهقة تطورًا حيويًا في نمو الدماغ، ومع ذلك يواجه العديد من المراهقين صعوبة في الحصول على النوم الكافي.
أجريت الدراسة على 3222 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عامًا، وشارك فيها باحثون من الصين والمملكة المتحدة، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات بناءً على عادات نومهم: الأولى تضم المراهقين الذين ينامون 7 ساعات و10 دقائق في الليلة، الثانية تضم أولئك الذين ينامون 7 ساعات و25 دقيقة، بينما تمثل المجموعة الثالثة مراهقين ينامون فترات وسطية تراوحت بين 7 ساعات و10 دقائق و7 ساعات و21 دقيقة.
على الرغم من عدم وجود فروق كبيرة بين المجموعات في التحصيل الدراسي، أظهرت الدراسة أن المراهقين الذين نالوا فترات نوم أطول حققوا تحسنًا ملحوظًا في اختبارات معرفية شملت القراءة، حل المشكلات، والتركيز، مقارنة بمن ينامون فترات أقصر.
الاختصاصية في علم النفس العصبي السريري، باربرا ساهاكيان، من جامعة كامبريدج، أكدت أن الفرق في ساعات النوم بين المجموعات كان ضئيلاً (أقل من ربع ساعة)، ولكن التأثيرات كانت واضحة.
المراهقون الذين ناموا لفترات أطول أظهروا تحسنًا في بنية الدماغ، مع زيادة في نشاط الدماغ وحجم الدماغ، بالإضافة إلى تحسن في الاتصال العصبي، كما سجلوا انخفاضًا في معدل ضربات القلب مقارنة بالمجموعات الأخرى.
بينما أظهرت الدراسة أن 39% من المراهقين يعانون من قلة النوم، كانت 37% منهم يحصلون على فترات نوم أطول، أما 24% من المشاركين فناموا لفترات وسطيّة، هذا يوضح أن نسبة كبيرة من المراهقين لا يحصلون على نوم كافٍ، وهو ما قد يؤثر سلبًا على صحتهم العقلية والجسدية.
على الرغم من أن الدراسة الحالية لا يمكن أن تثبت بشكل قاطع العلاقة السببية بين النوم ووظائف الدماغ، فقد أكد الباحثون أن العديد من الدراسات السابقة تدعم هذه النتائج. وأشار عالم النفس، تشينغ ما، من جامعة فودان في الصين، إلى أن مرحلة المراهقة هي مرحلة حاسمة لنمو الدماغ، وأن النوم الكافي في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية.
تؤكد الدراسة على أهمية حصول المراهقين على القسط الكافي من النوم، بما في ذلك تلك الـ15 دقيقة الإضافية التي قد تحدث فارقًا كبيرًا في تعزيز وظائف الدماغ، كما تشدد الدراسة على ضرورة توعية المراهقين وأولياء أمورهم بشأن تأثير النوم على الصحة العقلية والأداء الدراسي، لتشجيع المراهقين على اتباع عادات نوم صحية.