اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
«مستعدة لتجهيز مطبخك بكل احتياجاته، هنا ستجدين كل ما ترغبين به بأرخص الأسعار، مع توفير كامل لمستلزماتك من الأواني المنزلية بجودة وأسعار خيالية». هذه العبارات وما يشبهها من العبارات التسويقية للترويج لمنتجات محلات الأواني المنزلية رخيصة الثمن، تمثل خطورة حقيقية حول مأمونية هذه الأواني صحيا وهل تطابق المواصفات والمقاييس المعمول بها في الأواني المخصصة للطبخ.
غالبًا ما تحمل لافتات الأواني المنزلية أسعارًا مثل 5 ريالات، أو 10 ريالات، بهدف جذب العملاء والمستهلكين، الأمر الذي جعل الإقبال عليها يكثر بشكل كبير، لذا فتحت «الوطن» هذا الملف لمعرفة ما إذا كانت هذه الأواني الرخيصة آمنة صحيا.
تنوع الفئات googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
مشهد مألوف في الأسواق، بل يكاد يصبح ظاهرة اقتصادية، يعتقد البعض أنها تستهدف الأسر ذات الدخل المحدود، إلا أن الواقع يشير إلى أن الأمر تجاوز ذلك ليشمل فئات ذات ملاءة مالية وإمكانيات مادية أكبر. فهي لم تقتصر على فئة معينة، بل بدأت تتوسع لتشمل الراغبين من مختلف الفئات المجتمعية.
وقفة تأمل
بالرغم من أن هذه الظاهرة تغطي جانبًا مهمًا في الأسواق، من خلال التوفير وتلبية الاحتياجات، فإنها تثير تساؤلًا مهمًا جدًا حول جودة وسلامة المنتجات المعروضة، خاصةً في ظل الأسعار المنخفضة التي تعد من المميزات الأساسية لهذه المحلات. فما هي المخاطر المحتملة الناتجة عن بيع الأواني بأسعار زهيدة جدًا، ومدى التزام تلك المنتجات بالمواصفات والمعايير الصحية؟
تفاوت الأسعار
من المعروف أن أدوات المطبخ تتفاوت في جودتها وأسعارها، فيما يُفترض أن يلتزم المنتج بمعايير السلامة والصحة لضمان عدم تعرض المستهلكين للخطر.
ومع ذلك نجد أن ما يُعرض في محلات الـ5 ريالات، يشمل أدوات مثل القلايات والقدور المطلية، التي غالبًا ما تُستخدم مواد غير معروفة أو غير موثوقة، ويُفترض أنها مضادة للالتصاق.
وبرغم أن هذه الأدوات تباع بأسعار رخيصة جدًا وغالبًا أقل بكثير من أدوات ذات جودة معتمدة من شركات معروفة التي قد تصل أسعارها إلى 60 ريالًا أو أكثر، فإن السعر المنخفض يثير شكوكا حول جودة المادة المطلية وملاءمتها للاستخدام الصحي.
شكوك صحية
عند النظر إلى نوع الطلاء المستخدم والمخاطر المرتبطة به، يلاحظ أن العديد من الأدوات المنزلية، خاصة القلايات والقدور، تعتمد على طلاء مقاوم للالتصاق مصنوع من مواد كيميائية مثل التفلون أو غيرها من المواد المشابهة.
وبحسب اختصاصيين، إذا كانت المادة السوداء المطلية على الأواني لا تتوافق مع المواصفات أو تم تطبيقها بطرق غير آمنة، فقد يؤدي ذلك إلى تسرب مواد كيميائية ضارة عند الاستخدام، خاصة في درجات الحرارة العالية.
كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن بعض المواد المستخدمة على الأدوات الرخيصة قد تحتوي على مواد مسرطنة أو مسببة للحساسية، أو تتفاعل مع الطعام، وتنتقل إلى الغذاء، مما يهدد صحة المستهلكين.
ويبقى السؤال الأهم: هل الأدوات التي تُباع بأسعار زهيدة تعد آمنة وصالحة للاستخدام؟ فيما يعتمد الجواب على مدى فاعلية الرقابة على هذه المنتجات، والضوابط المفروضة على المصنعين والموردين.
فإذا كانت المنتجات مستوردة من مصادر غير موثوقة ولم تخضع للفحوصات والمعاينات، فمن الوارد جدًا أن تكون غير مطابقة للمواصفات الصحية، وقد تتسبب في أضرار صحية مثل التسمم، والحساسية، والأمراض المزمنة على المدى الطويل.
الحس الرقابي
في مثل هذه الحالات الاقتصادية، تبرز دور المسؤولية الرقابية، حيث إن غياب الرقابة الصارمة والتفتيش المستمر يُسهم بشكل كبير في انتشار ظاهرة «رخص الأواني»، التي قد تستغل بشكل سلبي.
في حين يرى المستهلك أن من مسؤوليات الجهات المختصة فرض العقوبات على المخالفين، وحظر المنتجات غير المطابقة للمواصفات، ليكون أكثر اطمئنانًا في عمليات الشراء والاستخدام.
بالمقابل، يجب أن يكون المستهلك واعيًا، ويختار منتجات ذات جودة معتمدة، ويتجنب الشراء من مصادر غير موثوقة.
إجابة مسؤول
في هذا الصدد تواصلت «الوطن» مع هيئة الغذاء والدواء التي أظهرت أن الأواني المعروضة في السوق تخضع لمعايير الصحة والسلامة، وأن هذه المعايير تختلف حسب نوع المنتج ومستواه الاقتصادي. إذ توجد حدود دنيا وعليا لمعايير السلامة التي يجب أن تلتزم بها الأواني لضمان سلامة المستخدمين.
وفي إطار ذلك، تُصنف الأواني ذات الأسعار الرخيصة ضمن الفئة الأدنى من معايير السلامة، وهو ما يُعتبر مقبولًا ضمن الحدود التي تضمنها الهيئة.
وأكدت الهيئة أنها تُفرض رقابة مشددة على هذه المنتجات لضمان تلبية الحد الأدنى من معايير السلامة والصحة. ويُعد هذا جزءًا أساسيًا من ضوابط سلامة المنتجات، حيث تُجرى فحوصات دورية وجولات رقابية مستمرة للتحقق من التزام الأواني والمعايير الصحية.
تفاوت ولكن بهدف
ولفتت الهيئة إلى التفاوت في مستوى المنتجات يهدف لتلبية حاجة المستهلك، خاصةً الأسر ذات الدخل المحدود أو من لا تتوفر لديهم القدرة على شراء المنتجات ذات المستويات الأعلى.
منوهة أن توفر الخيارات المتنوعة يتيح للمستهلك شراء أدوات آمنة بشكل عام، ولكن بمستويات مختلفة من الجودة والسلامة.
وتؤكد الهيئة أن جميع الأواني المعروضة في الأسواق السعودية، بجميع مستوياتها، تُعدّ آمنة، لكن تختلف من حيث الجودة والتكلفة؛ إذ يمكن للمستهلك الاختيار بين منتجات عالية الجودة بأسعار مرتفعة، وبين أدوات أقل جودة ولكنها تلتزم بالحد الأدنى من معايير السلامة.
وتشدد الهيئة على أهمية الرقابة المستمرة، حيث تكثف حملاتها على الأسواق بشكل دوري لضمان سلامة المنتجات وأمانها، والتزامها بالمقاييس الصحية.
احذر الرخيص غير الموثوق
وفي سياق متصل، أكد اختصاصي الاقتصاد الصحي عاطف الأسود أنه «لا يمكن لمنتج يُباع بسعر زهيد جدًا وغير منطقي أن يكون ذا جودة عالية أو مطابقًا للمواصفات الصحية، خاصة أدوات الطهي التي تتفاعل مباشرة مع الطعام والحرارة.» ويشدد على ضرورة توخي الحذر، وتجنب المنتجات الرخيصة، لأنها قد تُعرّض صحة الإنسان لمخاطر خطيرة على المدى الطويل.
وأضاف أن معرفة نوع المادة المصنعة منها الأدوات، ومصدرها، وجودتها، أمر بالغ الأهمية للاستفادة منها بشكل آمن.
وإذا تعذر التأكد من ذلك، فمن الأفضل تجنب استخدامها، واختيار خيارات موثوقة، حتى إن كانت أسعارها أعلى؛ فالصحة لا تُعوّض.
وأضاف تبرز أهمية الموثوقية والجودة في المنتجات، وتأكيد مطابقتها للمواصفات، لحماية صحة المستهلكين، والتقليل من المخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن بيع أدوات منخفضة الجودة ومواد غذائية بأسعار زهيدة. لذا، يتوجب على الجهات المختصة تعزيز عمليات الرقابة، وتوعية المستهلكين بمخاطر المنتجات غير المعتمدة، وأن يكونوا على وعي كافٍ بكل ما يشترون لضمان سلامة وصحة بيئة استهلاكية آمنة ومستدامة.
المعادن المتفاعلة
إن المعادن المتفاعلة التي غالبًا ما تستخدم في تجهيزات المطابخ هي الحديد والنحاس والألومنيوم، وتشمل أنواع تجهيزات المطابخ غير المتفاعلة السيراميك ولإستينلس_ستيل.
ومن الشائع أن الأواني المصنوعة من الحديد الزهر تعد آمنة، وهي آمنة بالفعل عند الاستخدام مع بعض أنواع الطعام. إلا أنها قد تتفاعل مع الأطعمة في بعض الأحيان ويرشح أو يتسرب الحديد إلى الطعام الذي تأكله.
ولكن ما يثير القلق هو أنه في حالة بعض المعادن، مثل النحاس، فإن الرشح مع مرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى التسمم، وقد يؤدي ذلك إلى القيء وبعض المشاكل التي قد تصل إلى الفشل الكبدي.
وعندما يتعلق الأمر بالنحاس، فإن عامل «الحمضية» يعد محوريًا ورئيسيًا فيما يخص الطعام أو المشروبات المعنية. فعندما يتعلق الأمر بالمشروبات الحمضية، فإنه يتفاعل معها ويؤذي صحة الإنسان.
وهذا هو السبب في أن العديد من الطهاة لا يقومون بطبخ صلصة الطماطم وغيرها من الأطعمة الحمضية في الأواني والمقالي النحاسية. إن معدن النحاس عظيم في نقل الحرارة، ولكن ينبغي ألا يستخدم إلا مع الأطعمة غير الحمضية.
أنواع الأواني الرخيصة ومخاطرها
* الألومنيوم: يتفاعل مع الأطعمة الحمضية ويُطلق الألومنيوم السام في الطعام.
الخطورة: قد يضر بالذاكرة والجهاز العصبي والكلى.
* الطلاءات غير اللاصقة: غالبًا ما تُصنع من مواد تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل «PFOA» و«PTFE».
الخطورة: خلل هرموني ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
* النحاس: يمكن أن يتفاعل النحاس مع الأطعمة الحمضية ويتسرب إلى الطعام.
الخطورة: يسبب تسمم النحاس.
* السيليكون: قد تتفاعل أنواع السيليكون منخفضة الجودة مع الأطعمة عند درجات الحرارة المرتفعة.
كيف تقلل من المخاطر
- تجنب استخدام الأواني المخدوشة أو المتشققة، وتخلص منها فورًا.
- لا تطه أو تخزن الطعام الحمضي في أواني مصنوعة من الألومنيوم أو النحاس.
- لا تستخدم الأواني البلاستيكية في الميكروويف إلا إذا كانت مصنفة للاستخدام فيه.
- استبدل أواني الطهي التالفة، حتى لو بدت أضرارها طفيفة.
- اختر البدائل الصحية مثل الفولاذ المقاوم للصدأ، أو الحديد الزهر، أو الأواني الفخارية.










































