اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
أنهت وزارة الخزانة الأمريكية اتفاقية مبادلة عملات مع الأرجنتين بقيمة 20 مليار دولار، في خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد الأرجنتيني المتعثر وتنفيذًا لتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمساندة حكومة بوينس آيرس.
وقالت الوزارة إنها اشترت البيزو الأرجنتيني في السوق المفتوحة يوم الخميس، ما أدى إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية وسندات الأرجنتين المقومة بالدولار، إلى جانب صعود واضح في مؤشرات الأسهم المحلية.
وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عبر منصة X، أن بلاده 'مستعدة لاتخاذ أي إجراءات ضرورية للحفاظ على استقرار الأسواق'، مشيرًا إلى أن الاتفاق يعكس التزام واشنطن بمساندة شركائها الاقتصاديين في المنطقة.
وشهدت الأسواق الأرجنتينية استجابة فورية للإعلان، حيث ارتفعت السندات المستحقة في عام 2035 بنحو 4.5 سنتات لتصل إلى 60.5 سنت للدولار، وصعد البيزو بنسبة 0.8% أمام الدولار بعد أن كان متراجعًا في وقت سابق من الجلسة، فيما قفزت الأسهم المحلية بنسبة 5.3%، والأسهم الأرجنتينية المدرجة في الأسواق الأمريكية بنسبة 13%.
جاءت هذه التطورات بعد اجتماعات مكثفة استمرت أربعة أيام بين وزير المالية الأرجنتيني لويس كابوتو ومسؤولين من وزارة الخزانة الأمريكية وصندوق النقد الدولي، الذي يمتلك برنامج قروض مع الأرجنتين بقيمة مماثلة تبلغ 20 مليار دولار.
وأشادت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بالخطوة الأمريكية، مؤكدة أن الصندوق 'يدعم بالكامل البرنامج الاقتصادي القوي للحكومة الأرجنتينية القائم على الانضباط المالي واستقرار نظام الصرف'.
ورفضت وزارة الخزانة الأمريكية الكشف عن تفاصيل هيكلة الاتفاق أو حجم البيزو المشترى، لكنها أوضحت أن المبادلة تمول من صندوق استقرار الصرف الأمريكي البالغ 221 مليار دولار، دون تحويل أي أموال مباشرة إلى بوينس آيرس.
وفي تصريحات لقناة 'فوكس نيوز'، أوضح الوزير بيسنت أن الاتفاق ليس خطة إنقاذ، مشيرًا إلى أن 'صندوق الاستقرار الاقتصادي لم يخسر أموالًا من قبل ولن يخسرها الآن'، مضيفًا أن الخطوة تحقق مكاسب استراتيجية لواشنطن تشمل تعزيز وجود الشركات الأمريكية في مجالات المعادن النادرة واليورانيوم، إلى جانب التزام الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي بـ'إبعاد الصين عن الأرجنتين'.
لكن الاتفاق أثار انتقادات من المشرعين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين اعتبروا أن إدارة ترامب تقدم دعمًا لحكومة أجنبية في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من إغلاق حكومي بسبب خلافات تمويلية.
وقالت السيناتور إليزابيث وارن: 'من غير المنطقي أن يدعم الرئيس ترامب حكومة أجنبية بينما تُغلق حكومتنا'.
ويُنظر إلى هذا الدعم الأمريكي على أنه محاولة لتوفير شبكة أمان للاقتصاد الأرجنتيني قبيل انتخابات التجديد النصفي المقررة في 26 أكتوبر الجاري، ما قد يمنح حزب ميلي 'لا ليبرتاد أفانزا' دفعة سياسية لتعزيز موقعه كأقلية حاكمة وسط معارضة متزايدة لسياساته التقشفية.